131

كثر أهلها، وانقلبت معه العامة ، وكان ذلك على عهد قباذ أبى أنوشروان ، ففحافه قباذ على المملكة فتبعه (1) . فأمر مزدك الناس بإباحة الفروج وأن لا يمنع الرجل من أراد امرأته . وقال لقباذ : لا دين لك أو تخرج امرأتك في أفضل ريها حتى ينالها كل من أراد . قال أنوشروان : كنت أطلب إلى مزدك في أمى أن لايبيحها وأقبل رجليه ، ولا أنسى ريح جوربه ونتنه . ثم قال مزدك لقباذ : ان النار تطلب كبدك . وحفر حفيرا من ناحية حتى أخرجه تحت كرسى تحت ياب بيت النار، وجعل تحت النار أنبوبا من حديد . وأدخل فى الحفير رجلا ، فكلما تكلم الرجل الذى فى الحفير تحت النار ، سمع من جوف النار . ثم قال مزدك لقباذ : أدخل بيت النار لتسمع ما تطلب النار .

قدخل قباذ وابنه أنوشروان ، فسمع من جوف النار صوتا يقول : أريد كبد قباذ . فقال قباذ : أقتل نفسى لطاعة النار . فقال له أنوشروان : إن النار لا تتكلم وهذه مخرفة(2) ، فاهدم كرسى النار لتعلم الحيلة . فقال قباذ : هذا من كفرك إذ تأمرنى بهدم كرسى النار ، فاتخذ أنوشروان حديدة طويلة حادة وهى المحشة ، تثم قال لقباذ : عد إلى النار ، حتى يتضح لك الخير . فعاد فسمعها تطلب (كبد) قباذ . فأدخل أنوشروان المحشة تحت الكرسى وغمزها غمزا شديدا ، فوقعت فى جنب الرجل الذى كان يتكلم تحت النار فصاح . ففهم قباذ المخرفة ، وأمسك تخوفا من مزدك وكثرة من تبعه .

صفحہ 131