فَلَا يقبل مِنْهُ إِلَّا مَا يشْهد بِهِ نَص من كتاب أنزل من عِنْد الله تَعَالَى أَو خبر صَحِيح ورد من رَسُول الله ﷺ
وَأما مَا جَاءَ من أهل الْكتاب وَمن يضايقهم فَلَا نصدقه وَلَا نكذبه بل نتوقف فِيهِ وَنكل علمه إِلَى الله تَعَالَى وَلَا نقطع بِصِحَّتِهِ لِأَن أسانيده إِلَى الَّذين رووا عَنْهُم مُنْقَطِعَة معضلة غير متتابعة لبعد الْعَهْد وَطول الأمد ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا﴾ ﴿وَمَا يعلم جنود رَبك إِلَّا هُوَ﴾ وَالنَّظَر فِي كتب التواريخ لَا يُورث إِلَّا خلافًا كثيرا وتعارضا شَدِيدا وحيرة مدهشة وباطلا لَاحق وَخطأ لَا صَوَاب وكذبا لَا صدق والخوض فِي أَمْثَال ذَلِك شَأْن السُّفَهَاء دون الْعُقَلَاء لِأَن مَا لم يكن سَبِيل إِلَى تَحْقِيقه لَا يحسن السلوك فِي طَرِيقه
قَالَ أَبُو بكر بن أَحْمد بن عَليّ وحشية فِي كتاب الفلاحة أَنه عرب هَذَا الْكتاب وَنَقله من لِسَان الكلدانيين إِلَى اللُّغَة الْعَرَبيَّة وَأَنه وجده من وضع ثَلَاثَة حكماء قدماء وهم صعريت وسوساد وفوقاي إبتدأوه الأول وَكَانَ ظُهُوره فِي الْألف السَّابِع من سَبْعَة آلَاف سني زحل وَهِي الْألف الَّتِي يُشَارك فِيهَا زحل الْقَمَر وتممه الثَّانِي وَكَانَ ظُهُوره فِي آخر هَذِه الْألف وأكمله الثَّالِث وَكَانَ ظُهُوره بعد مُضِيّ أَرْبَعَة آلَاف سنة من دور الشَّمْس الَّذِي هُوَ سَبْعَة آلَاف سنة وَأَنه نظر إِلَى مَا بَين زمَان الأول وَالثَّالِث فَكَانَ ثَمَانِيَة عشر ألف سنة شمسية وَبَعض الْألف التَّاسِع عشر
وَقد اخْتلف أهل الْإِسْلَام فِي هَذِه الْمَسْأَلَة أَيْضا فروى سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس ﵄ أَنه قَالَ الدُّنْيَا جُمُعَة من جمع الْآخِرَة وَالْيَوْم ألف سنة فَذَلِك سَبْعَة آلَاف سنة
وروى سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح قَالَ قَالَ كَعْب الْأَحْبَار الدُّنْيَا سِتَّة آلَاف سنة
1 / 57