فِي القرانات الكائنة فِي الْملَّة كتابا سَمَّاهُ الشِّيعَة بالجفر باسم كِتَابهمْ الْمَنْسُوب إِلَى جَعْفَر الصَّادِق وَذكر فِيهِ فِيمَا يُقَال حدثان دولة بني الْعَبَّاس وَأَنَّهَا نِهَايَة وَأَشَارَ إِلَى انقراضها والحادثة على بَغْدَاد أَنَّهَا تقع فِي انتصاف الْمِائَة السَّابِعَة وَأَن بانقراضها يكون انْقِرَاض الْملَّة وَلم نقف على شَيْء من خبر هَذَا الْكتاب وَلَا رَأينَا من وقف عَلَيْهِ وَلَعَلَّه غرق فِي كتبهمْ الَّتِي طرحها هلاكو ملك التتر فِي دجلة عِنْد استيلائهم على بَغْدَاد وَقتل المستعصم آخر الْخُلَفَاء
وَقد وَقع بالمغرب جُزْء مَنْسُوب إِلَى هَذَا الْكتاب يسمونه الجفر الصَّغِير وَالظَّاهِر أَنه وضع لبني عبد الْمُؤمن لذكر الْأَوَّلين من مُلُوك الْمُوَحِّدين فِيهِ على التَّفْصِيل ومطابقة من تقدم عَن ذَلِك من حدثانه وَكذب مَا بعده وَكَانَ فِي دولة بني الْعَبَّاس من بعد الْكِنْدِيّ منجمون وَكتب فِي الْحدثَان وَانْظُر مَا نَقله الطَّبَرِيّ فِي أَخْبَار الْمهْدي عَن أبي بديل من أَصْحَاب صنائع الدولة
قَالَ بعث إِلَى الرّبيع وَالْحسن فِي غزاتهما مَعَ الرشيد أَيَّام ابيه فجئتهما جَوف اللَّيْل فَإِذا عِنْدهمَا كتاب من كتب الدولة يَعْنِي الْحدثَان وَإِذا مُدَّة الْمهْدي فِيهِ عشر سِنِين فَقلت هَذَا الْكتاب لَا يخفى على الْمهْدي وَقد مضى من دولته مَا مضى فَإِذا وقف عَلَيْهِ كُنْتُم قد نعيتم إِلَيْهِ نَفسه قَالَا فَمَا الْحِيلَة فاستدعيت عَنْبَسَة الْوراق مولى آل بديل وَقلت لَهُ انسخ هَذِه الرقة واكتب مَكَان عشر أَرْبَعِينَ فَفعل فوَاللَّه لَوْلَا أَنِّي رَأَيْت الْعشْرَة فِي تِلْكَ الورقة وَالْأَرْبَعِينَ فِي هَذِه مَا كنت أَشك أَنَّهَا هِيَ
ثمَّ كتب النَّاس من بعد ذَلِك فِي حدثان الدول منظوما ومنثورا ورجزا مَا شَاءَ الله أَن يكتبوه بأيدي النَّاس مُتَفَرِّقَة كثير مِنْهَا وَتسَمى الْمَلَاحِم وَبَعضهَا فِي حدثان الْملَّة على الْعُمُوم وَبَعضهَا فِي دولة على الْخُصُوص وَكلهَا منسوبة إِلَى مشاهير من أهل الخليقة وَلَيْسَ مِنْهَا أصل يعْتَمد على رِوَايَته عَن وَاضعه الْمَنْسُوب إِلَيْهِ فَمن هَذِه الْمَلَاحِم بالمغرب قصيدة ابْن مرانة من بَحر الطَّوِيل على رُوِيَ الرَّاء وَهِي المتداولة بَين النَّاس وتحسب
1 / 38