ثَلَاثَة الآف وَتِسْعمِائَة واثنتا عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا
وَزَعَمت الْيَهُود أَن من آدم ﵇ إِلَى سنة الْهِجْرَة أَرْبَعَة آلَاف واثنتين وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَزَعَمت النَّصَارَى أَن بَينهمَا خَمْسَة آلَاف وَتِسْعمِائَة وَتِسْعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَزَعَمت الْمَجُوس أَعنِي الْفرس أَن بَينهمَا أَرْبَعَة آلَاف وَمِائَة واثنتين وَثَمَانِينَ سنة وَعشرَة أشهر وَتِسْعَة عشر يَوْمًا
وَقد عرفت أَن شهور تَارِيخ الْهِجْرَة القمرية وَأَيَّام كل سنة مِنْهَا عدتهَا ثَلَاثمِائَة وَأَرْبَعَة وَخَمْسُونَ يَوْمًا وَسدس يَوْم وَجَمِيع الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مَبْنِيَّة على رُؤْيَة الْهلَال عِنْد جَمِيع فرق الْإِسْلَام مَا عدا الشِّيعَة فَإِن الْأَحْكَام مَبْنِيَّة عِنْدهم على عمل شهور السّنة بِالْحِسَابِ على مَا ذكر المقريزي فِي ذكر الْقَاهِرَة وخلفائها
ثمَّ لما احْتَاجَ منجمو الْإِسْلَام إِلَى اسْتِخْرَاج مَا لابد مِنْهُ من معرفَة الاهلة وسمت الْقبْلَة وَغير ذَلِك بنوا أزياجهم على التَّارِيخ الْعَرَبِيّ وَجعلُوا شهور السّنة الْعَرَبيَّة شهرا كَامِلا وشهرا نَاقِصا وابتدأوا بالمحرم اقْتِدَاء بالصحابة ﵃ فَجعلُوا الْمحرم ثَلَاثِينَ يَوْمًا وصفر تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وربيع الأول ثَلَاثِينَ يَوْمًا وربيع الآخر تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وجمادي الأولى وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وجمادى الْآخِرَة تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَرَجَب وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَشَعْبَان تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا ورمضان ثَلَاثِينَ يَوْمًا وشوال تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَذَا الْقعدَة ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَذَا الْحجَّة تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَزَادُوا من أجل كسر الْيَوْم الَّذِي هُوَ خمس وَسدس يَوْمًا فِي ذِي الْحجَّة إِذا صَار هَذَا الْكسر أَكثر من نصف يَوْم فَيكون شهر ذِي الْحجَّة فِي تِلْكَ السّنة ثَلَاثِينَ يَوْمًا ويسمون تِلْكَ السّنة كبيسة وَيصير عَددهَا ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة وَخمسين يَوْمًا ويجتمع فِي كل ثَلَاثِينَ من الكبس أحد عشر يَوْمًا وَالله أعلم وَسَيَأْتِي الْكَلَام على تَارِيخ الْهِجْرَة أوسع من هَذَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
1 / 29