171

لغز عشتار

لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة

اصناف

تعثر إنكيدو في جريه، صار غير ما كان،

لكنه غدا عارفا، واسع الفهم عميقه.

قفل عائدا إلى المرأة، جلس عند قدميها،

رافعا بصره إليها،

كله آذان لما تنطق به.

12

هذه الجلسة التي جلسها إنكيدو يستمع إلى حكمة المرأة، هي ما يجب أن تتعلمه أخيرا حضارة اليوم، فلقد أمضينا آلاف السنين نعلم المرأة، وآن الأوان اليوم كي نستمع إليها قليلا، فلديها الكثير لتقوله لنا، ولعل في بعضها خلاصنا من الطريق المسدود الذي وصل إليه سعي حضارة الرجل.

وكما فتحت رسولة عشتار عين إنكيدو على عالم المعرفة، كذلك فتحت رسولة عشتار، في هيئة الأفعى، عين آدم وحواء على المعرفة، فأعطتهما ثمار شجرة المعرفة القائمة في وسط الجنة ونقلتهما من عالم يعيشان فيه شبحين بلا ظل، إلى عالم الطبيعة الحافل بأفراح الجسد، وجيشان الروح التي لا تدرك ماهيتها إلا بولادتها في الجسد، وذلك مثل عين كانت مفتوحة على الفراغ اللانهائي، ثم وضع أمامها فجأة قوس قزح.

وشجرة المعرفة هذه، هي شجرة الأم الكبرى التي جلس تحتها البوذا وأقسم ألا يبرح مكانه حتى تأتيه الاستنارة، وتفتح بصيرته على الحقيقة: «هنا، وفي هذا المكان ، سأجلس حتى يبلى جسدي ويجف جلدي أو أصل إلى المعرفة. هذا ما قاله البوذا، وهو يأخذ مكانه تحت شجرة الاستنارة، والأرض اهتزت ست مرات ... وما إن حل المساء حتى بدأ قلب البوذا بالاستنارة الكاملة كزهرة كونية تتفتح.»

13

نامعلوم صفحہ