لغز عشتار
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
اصناف
12
يظهر رمز الدائرة العذراء والأوروبوروس في بعض الأعمال التشكيلية المسيحية. ففي الشكل (
5-3 ) نجد البيضة الكونية تحيط بها الأفعى، ومنها ينبت الصليب. ربما أراد الفنان في هذه اللوحة أن يقول: إن العالم قبل هبوط الإله الابن كان مسرحا للموت وللشيطان الذي تمثله الأفعى، وأن موت المسيح على الصليب قد خلص البشر من ربقة الموت ومن سطوة الشيطان. ولكن الرمز لا يستأذن عالم الشعور الفردي قبل أن ينبثق؛ لأنه يسير عبر السيكولوجيا الإنسانية من جيل إلى جيل متبعا مسالك اللاشعور الجمعي.
شكل 5-2: الأوروبوروس وشجرة الصليب - حفر على الخشب، فرنسا 1830.
شكل 5-3: السيدة العذراء زهرة الكون - حفر على الخشب، ألمانيا القرن 16.
لعل أجمل تعبير عن المدار الأعظم الذي تجاوز نفسه، فأنتج الكون بعد أن تحركت في صميمه المتناقضات، قد أنتجته الحكمة التاوية في الصين، تلك الحكمة التي تخللت الثقافة الصينية منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وسيطرت على الحياة الروحية في الشرق الأقصى. نقرأ للحكيم لاو تسو واضع أسس التاوية في كتابه: تاو تي تشينغ الذي يعتبر إنجيل المذهب التاوي، النص الآتي:
شيء ما لا شكل له،
موجود قبل السماوات والأرض،
صامت وخاو،
قائم وحده لا ينتابه تغيير،
نامعلوم صفحہ