11
فإنهم أيضًا يكسرونها، فإذا استَقْبَلَتْها ألفٌ ولامٌ رَفَعوا الهاءَ والميمَ، مثلُ: ﴿إِلَيْهُمُ الْمَلَائِكَةَ﴾، و﴿عَلَيْهُمُ الْقَوْلَ﴾، وبها كان يأخذُ الكِسَائِيُّ، وهي عندنا أفصحُ اللغاتِ؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه قال: «أنا أَفْصَحُكُمْ، نَشَاتُ فِي أَخْوَالِي». وبعضُ بني أَسَدٍ يكسرُ الهاءَ في «عَلَيْهِمُ»، ويرفعُ الميمَ عندَ الألفِ واللامِ، فيقولُ: ﴿عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ﴾، كلُّ ذلك صوابٌ حَسَنٌ. بسم الله الرحمن الرحيم (١) ومِن سورةِ البَقَرةِ * ﴿[ال ـم]. ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾، في «ذلك» لغتان: أما أهلُ الحجازِ فيقولون: ذَلِكَ، باللامِ، وبه جاء الكتابُ في كلِّ القرآنِ. وأهلُ نجدٍ من قَيْسٍ وأَسَدٍ وتَمِيمٍ ورَبِيعةَ يقولون: ذَاكَ. * وقولُه: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾، الهُدَى مذكَّرٌ في لغةِ العربِ كلِّها. وبعضُ بني أَسَدٍ تقولُ: هذه هُدًى حَسَنةٌ، فتُؤنِّثُ الهدى. * ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾، لغةُ العربِ جميعًا «الَّذِينَ»، بالياءِ في موضعِ الخفضِ والرفعِ والنصبِ، وبذلك جاء التنزيلُ.

(١) تأخرت البسملة في النسخة، وفوقها: «مؤخر»، أي: من تقديمٍ، وفوق قوله: «ومن سورة البقرة»: «مقدم»، أي: من تأخيرٍ.

1 / 11