زبان، مذہب اور روایات بقائے حیات میں
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
اصناف
أما اليوم فقد انقرض هذا التقليد الحميد، وأصبح المؤمن لا يحيي المؤمن إلا إذا سبق التعارف، وتلك عادة نقلناها عن الأوروبيين، وحملنا وزرها الثقيل.
وأنا أوصي بالرجعة إلى ذلك التقليد الجميل؛ لأن له مزايا في تقريب القلوب بعضها من بعض، ولأنه يشعر بالأخوة الروحية والوطنية، ويخلق للرجل ألوفا من الإخوان.
أنت في هذا الزمن لا تواسي غير من تعرف، فلو رأيت مأتما في طريقك لتحاميت الذهاب إليه، إلا أن يكون أهله من المعارف والأصدقاء.
ولم يكن الحال كذلك في العصر الخالي، فقد كان من الواجب على الرجل أن يمشي في كل جنازة، وأن يواسي كل محزون، وألا يخص ببره أصدقاءه وعارفيه، وكان من عادات الناس أن يصافحوا كل من يلقون في أيام الأعياد، وأن يتبادلوا التهاني وإن التقوا بلا معرفة على ظهر الطريق.
ولست في حاجة إلى توكيد القول بقيمة هذا التقليد في ربط الأواصر القومية، فهو أوضح من أن يحتاج إلى بيان.
34
وتظهر قيمة ذلك التقليد الحميد إذا تذكرنا تفاهة ما صرنا إليه في تحيات الأعياد، فعهدي بالمصري الحديث يركب سيارة ويطوف بأحياء المدينة، فيترك لكل صديق بطاقة ثم ينصرف من دون أن يرى أحدا، ونسي الناس قيمة المصافحة والتقاء الأعين والقلوب.
قد تعتذرون بأن الشواغل كثرت، وصار الوقت أضيق، ولكن ما رأيكم في أننا غلونا في ذلك غلوا صار بنا إلى السخف، والعياذ بالله من قلة الذوق!
ألا تعرفون أن ترك البطاقة عند البواب في أيام الأعياد صار أقوم من التحية بالتليفون؟
ألا تذكرون أن التحيات الموسمية لم يعد لها قيمة إلا في حساب مصلحة البريد؟
نامعلوم صفحہ