زبان، مذہب اور روایات بقائے حیات میں
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
اصناف
وعلى من يقع وزر هذه النكبة الوطنية؟
يقع وزرها على الأساتذة والمؤلفين، فهم الذين ملئوا أذهان الناس بالوسوسة اللغوية، وحرموهم نعمة الفهم الصحيح.
نحن نريد لغة تشبه لغة القوانين والمعاهدات، نريد لغة محددة الألفاظ، واضحة المعاني، نريد لغة موحدة يخاطب بها جميع الناس بلا تردد ولا تهيب، وهذه اللغة المنتظرة يجهد في خلقها كتاب الصحف اليومية الذين عرفوا بالتجربة أن لهم «زبائن» في جميع البيئات.
11
ويتصل بهذا الغرض إصلاح الرسم، وأنا أدعو إلى التفكير في اختراع حروف جديدة مشكولة، فإن الرسم الذي نكتب به ناقص أبشع النقص، ولن نصل إلى تحرير اللغة من اللبس إلا يوم نطمئن إلى أن الجماهير المختلفة تنطق الكلمات على نمط واحد، فقد اتفق لي مرات كثيرة أن أعدل عن كلمة إلى أخرى خوفا من اللبس الذي يوجبه فقد الشكل، ولو كنت أجد حروفا مشكولة في مثل مطبعة البلاغ لوصلت في الإفصاح إلى ما أريد.
والذي أعانيه من هذا الجهد يعانيه جميع الكتاب، والمهم في هذه المسألة هو إيجاد حروف مشكولة مع القصد في صناديق الحروف، فإن الشكل ليس بمستحيل، ولكنه غير مستطاع في الجرائد بسبب تعدد الصناديق وازدياد نفقات الجمع، وتستطيع الحكومة أن تقيم «مباراة خطية» عسانا نجد من يخترع لنا حروفا مشكولة لا يزداد بها عدد الصناديق.
ولتوضيح هذه المسألة أقول:
إن لحرف الفاء مثلا أربع صور هي: ف، ف، ف، ف.
ولو وضعنا لكل صورة ثلاث حركات لاحتجنا إلى اثنتي عشرة صورة لكل حرف، وبذلك تتعدد الصناديق، وتحتاج كل مطبعة إلى مضاعفة عدد الصفافين، وذلك عبء ثقيل.
وأنا بكل جرأة أدعوكم إلى توحيد الحروف، أدعو إلى الاكتفاء بصورة واحدة لكل حرف، فيكون له وضع واحد في أول الكلمة وفي الوسط وفي الطرف، ثم يصب من كل حرف ثلاثة أشكال فيها الكسر والضم والفتح، مع الاستغناء مؤقتا عن حركات الإعراب.
نامعلوم صفحہ