Salé
التقى بثلاثة مراكب بقرصان إسبانيين، فاستولوا عليه وذهبوا به إلى إسبانيا غنيمة باردة. فأمر الملك فيليب الثالث أن توضع الكتب في الإسكوريال، وعددها نحو من 4000 مخطوط على ظهر الصفحة الأولى من كل منها عبارة تنص على ملكية السلاطين السعديين إياها، وفي 7 حزيران عام 1671 حدث حريق عظيم في الإسكوريال التهم قسما كبيرا من هذه الكتب، ولم ينج منها سوى ألفي مجلد، وهي الموجودة اليوم في تلك الخزانة التاريخية.» (4) تعاقب عالمين شرقيين في إدارة مكتبة الإسكوريال
ظلت مكتبة الإسكوريال مجهولة حتى منتصف القرن الثامن عشر، فدفعت الحمية عالما لبنانيا يدعى ميخائيل الغزيري إلى السعي لدى فردينند السادس (1746-1759) ملك إسبانيا لتنظيم تلك المكتبة، فأجابه العاهل بالرضى والاستحسان، واستدعاه إليه سنة 1748 للنهوض بالمهمة المشار إليها. وما مر على الغزيري ثمانية أعوام حتى خوله الملك لقب «أمين مكتبة الإسكوريال»، وكلفه أن يضع فهرسا شاملا لمخطوطاتها. ولما كان هذا المشروع يتطلب عناء جزيلا، وزمنا طويلا كتب ميخائيل الغزيري إلى صديقه بولس خضر اللبناني أن يوافيه من رومة ويساعده في تنظيم فهرس المكتبة فتعاونا كلاهما، ودونا أسماء المخطوطات العربية، ووصفاها وصفا دقيقا في مجلدين بقطع نصف. وقد صدر المجلدان ما بين سنتي 1760 و1770
8
بعنوان:
Bibliotheca Arabico-Hispana Escurialensis .
فكان لنشرهما فائدة عظمى لأبناء الضاد، ولبث ميخايئل الغزيري أمينا لمكتبة الإسكوريال من السنة 1756 إلى السنة 1791، وهي سنة وفاته. فخلفه في منصبه عالم شرقي آخر يدعى إلياس شدياق تلقى العلوم في مدرسة بروبغندا برومة، وكان من المقربين في البلاط الملكي. وتولى إلياس إدارة هذه المكتبة بأمر الملك كرلس الرابع (1788-1808) إلى أن حضرته المنية عام 1818. (5) فهارس المخطوطات العربية في الإسكوريال
لفهارس المخطوطات العربية في الإسكوريال وصف قام به المستشرق الفرنسي هرتفيك دي رنبورغ
Hartvig Dérenbourg (1844-1908) ابن المستشرق جوزيف دي رنبورغ (1811-1859). وقد نصب هرتفيك أستاذا للعربية الفصحى في مدرسة اللغات الشرقية بباريس، ثم سمي عضوا في المجمع العلمي الفرنسي، وكان مغرما كأبيه باللغة العربية تواقا إلى الوقوف على مخطوطاتها القديمة، فسأل وزارة المعارف العامة والفنون الجميلة بباريس أن ترخص له السفر تحت رعايتها لدرس المخطوطات المحفوظة في إسبانيا. فقصد أولا إلى مجريط (مدريد)، حيث اطلع فيها على مخطوطات خزائن المجمع العلمي التاريخي، ثم وجه اهتمامه إلى درس المخطوطات العربية في مكتبة الإسكوريال، وأنشأ لها فهرسا مدققا يقع في مجلدين نشر أولهما سنة 1884 في 525 صفحة ما عدا المقدمة التي استغرقت صفحاتها ثلاثا وأربعين. ونشر ثانيهما سنة 1903 في 108 صفحات، حيث انتهى بالمخطوط ذي الرقم 785 فقط. ثم فاجأ الموت هرتفيك دي رنبورغ فلم يتم عمله.
وفي عام 1924 عهد إلى ليڨي بروڨنسال مدير جامعة الدروس المراكشية العليا في متابعة عمل هرتفيك، وإتمام قائمة المخطوطات العربية في الإسكوريال على أن يستعين بمذكرات العالم المتوفى هرتفيك، وذلك بموافقة زوجته. فذهب ليڨي بروڨنسال إلى الإسكوريال وأقام فيه مدة طويلة. وفي عام 1928 أخرج المجلد الثالث وهو الأخير من هذه القائمة، وأوله مخطوط رقمه 1256، وآخره المخطوط 1633، وهي تتعلق بالعلوم الدينية والجغرافية والتاريخية. أما القسم الباقي من المجلد الثاني، وأوله المخطوط 785 إلى المخطوط 1255، ويختص بالطب والتاريخ والطبيعي والرياضيات والقضاء، فإنه لم ينشر بعد.
نامعلوم صفحہ