ارتحل المقدسي أنطون طرازي (1789-1855) إلى رومة عام 1829، فكلفه البابا بيوس الثامن ببعض أشغال في المكتبة الواتيكانية. فقام أنطون بتلك المهمة خير قام لأنه كان ذاك اطلاع واسع في العلوم الشرقية، ومتضلعا من اللغات العربية والسريانية والإيطالية، واشتغل خصوصا بقسم المخطوطات، فصرح بمزايا كل منها ورتبها في أمكنتها ترتيبا علميا. ولأجل ذلك يقرأ في أحد سجلات المكتبة اسم أنطون طرازي بين رجال الفضل الذين حفظ هذا المعهد الكتابي ذكرا طيبا لخدمهم المشكورة.
9
وقد أتحف تلك المكتبة العامرة حفيده فيليب، واضع هذا التأليف بطائفة صالحة من المخطوطات والمطبوعات في أوقات مختلفة. (6) هدية الخورفسقفس يوسف داود الموصلي
بتاريخ 30 أيلول 1867 أنفذ الكردينال إسكندر برنابو رئيس مجمع نشر الإيمان في رومة رسالة إلى العلامة الخوري يوسف داود،
10
موعزا إليه أن يجمع كل ما يتيسر له جمعه، ويستنسخ ما يستحسن استنساخه من الكتب المخطوطة في شتى اللغات، فبذل الخوري يوسف وسعه في ذلك حتى حصل عددا وافرا من تلك الذخائر العلمية النادرة الوجود. وفي 13 حزيران 1869 ارتحل الخوري يوسف داود إلى رومة، ونقل معه صناديق عديدة مشحونة بالمخطوطات، وجعلها في مكتبة نشر الإيمان.
11
ولما حرر المطران إقليميس يوسف داود صك وصيته الأخيرة بتاريخ 12 ك1 سنة 1889، أوصى بطائفة معتبرة من مخطوطات مكتبته لخزانة كتب مدرسة نشر الإيمان المشار إليها؛ ذلك اعترافا بجميل هذه المدرسة التي أرضعته أفاويق المعارف. ويقال: إن جميع تلك المخطوطات أصبحت في حوزة المكتبة الواتيكانية في الوقت الحاضر. (7) هدير دير الشرفة
في السنة 1880 وافى إلى لبنان الأب أوغسطين شياسكا،
12
نامعلوم صفحہ