اللباب في علوم الكتاب

ابن عادل d. 880 AH
189

اللباب في علوم الكتاب

اللباب في علوم الكتاب

ويترك أبو جعفر، وابن كثير، وقالون، وأبو عمرو، ويعقوب كل مدة تقع بين كلمتين، والآخرون يمدونها.

و " النزول " الوصول والحلول من غير اشتراط علو، قال تعالى:

فإذا نزل بساحتهم

[الصافات: 177] أي حل ووصل.

قال ابن الخطيب: والمراد من إنزال الوحي، وكون القرآن منزلا، ومنزولا به - أن جبريل سمع في السماء كلام الله - تعالى - فنزل على الرسول به، كما يقال: نزلت رسالة الأمير من القصر، والرسالة لا تنزل ولكن المستمع يسمع الرسالة من علو، فينزل ويؤدي في سفل، وقول الأمير لا يفارق ذاته، ولكن السامع يسمع فينزل، ويؤدي بلفظ نفسه، ويقال: فلان ينقل الكلام إذا سمع وحدث به في موضع آخر.

فإن قيل: كيف سمع جبريل كلام الله تعالى؛ وكلامه ليس من الحروف والأصوات عندكم؟

قلنا: يحتمل أن يخلق الله - تعالى - له سمعا لكلامه، ثم أقدره على عبارة يعبر بها عن ذلك الكلام القديم، ويجوز أن يكون الله - تعالى - خلق في اللوح المحفوظ كتابة بهذا النظم المخصوص، فقرأه جبريل - عليه السلام - فحفظه، ويجوز أن يخلق الله أصواتا مقطعة بهذا النظم المخصوص في جسم مخصوص، فيتلقفه جبريل - عليه السلام - ويخلق له علما ضروريا بأنه هو العبارة المؤدية لمعنى ذلك الكلام القديم.

فصل في معنى فلان آمن بكذا

قال ابن الخطيب: لا نزاع بين أصحابنا وبين المعتزلة في أن الإيمان إذا عدى ب " الباء " ، فالمراد منه التصديق.

فإذا قلنا: فلان آمن بكذا، فالمراد أنه صدق به، فلا يكون المراد منه أنه صام وصلى، فالمراد بالإيمان - هاهنا - التصديق، لكن لا بد معه من المعرفة؛ لأن الإيمان - ها هنا - خرج مخرج المدح، والمصدق مع الشك لا يأمن أن يكون كاذبا، فهو إلى الذم أقرب.

نامعلوم صفحہ