اللباب في علوم الكتاب

ابن عادل d. 880 AH
181

اللباب في علوم الكتاب

اللباب في علوم الكتاب

وأجاب أصحابنا عن التمسك بالآيات بأنه كان الكل من الله، فإنه لا يضاف إليه ذلك؛ لما فيه من سوء الأدب، كما يقال: يا خالق المحدثات والعرش والكرسي، ولا يقال: يا خالق الكلاب والخنازير، وقال:

يشرب بها عباد الله

[الإنسان: 6] فخص اسم العباد بالمتقين، وإن كان الكفار أيضا من العباد، وكذلك هاهنا خص اسم الرزق بالحلال على سبيل التشريف، وإن كان الحرام رزقا أيضا.

وأجابوا عن التمسك بالخبر بأنه حجة لنا؛ لأن قوله عليه الصلاة والسلام: " فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه " صريح في أن الرزق قد يكون حراما.

وأجابوا عن المعنى بأن هذه المسألة محض اللغة، وهو أن الحرام هل يسمى رزقا أم لا؟ ولا مجال للدلائل العقلية في الألفاظ، والله أعلم.

و " نفق " الشيء: نفد، وكل ما جاء مما فاؤه نون، وعينه فاء، فدال على معنى ونحو ذلك إذا تأملت، قاله الزمخشري، وذلك نحو: نفد نفق نفر " نفذ " " نفش " " نفح " " نفخ " " نفض " " نفل ".

و " نفق " الشيء بالبيع نفاقا ونفقت الدابة: ماتت نفوقا، والنفقة: اسم المنفق.

فصل في معاني " من "

و " من " هنا لابتداء الغاية.

وقيل: للتبعيض، ولها معان أخر:

نامعلوم صفحہ