178

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

ناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٤هـ

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

ولو كان المراد من ذلك أن الرسول ﷺ مخلوق من نور لصرح القرآن بذلك أتم تصريح ووضحه أوضح بيان، ولما كان هناك داع لوصفه بالبشرية. ولكننا نجد نصوص الشرع تؤكد على بشرية الرسول ﷺ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾ [الكهف: ١١٠] (١) . وأخرج البخاري بسنده عن أم سلمة أن الرسول ﷺ قال: «إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار» (٢) . وأخرج مسلم بسنده عن عبد الله بن مسعود قال. «صلى بنا رسول الله ﷺ خمسا فقلنا يا رسول الله أزيد في الصلاة؟ قال وما ذاك؟ قالوا صليت خمسا. قال " إنما أنا بشر مثلكم. أذكركما تذكرون. وأنسى كما تنسون " ثم سجد سجدتي السهو» (٣) . . فالنبي ﷺ نور بالمعنى القرآني - لا كما يزعم الصوفية - وهو بشر كغيره من الأنبياء السابقين. وصلته بربه صلة العبد المخلوق بمولاه كما قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: ١] (٤) . وقوله تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [النجم: ١٠] (٥) . فوصفه الله بالعبودية في أشرف مقاماته ﷺ وهو مقام القرب من ربه.

(١) سورة الكهف، آية (١١٠) . وسورة فصلت، آية (٦) . (٢) سبق تخريجه، ص ٢٢. (٣) سبق تخريجه، ص ٢٢. (٤) سورة الإسراء، آية (١) . (٥) سورة النجم، آية (١٠) .

1 / 188