كان الضباب يغشى كل شيء
من شمس فاترة وغمام
وأصوات أجراس بعيدة
تدعو الخلق إلى الكنائس
والقوقع،
برجوازي الطريق المسالم
يتأمل المكان
في ذهول وقلق
ويتبين من استعراض قصائد هذا الديوان أن لوركا لم يكن قد دخل بعد إلى عالم الرمزية الذاتية، التي ستغير شعره بعد فترة ما، بما يتضمنه من صور واستعارات شعرية غريبة، بل جاء شعره فيه إسبانيا أصيلا، يضرب بسهم في عالم الواقع ودنيا الفولكلور الشعبي عميق الجذور. لقد كانت هذه القصائد نوعا من التعبير الأندلسي، يتغنى فيها الشاعر بالمظاهر المحسوسة في بيئة ريف الأندلس العاطر ومدنه، ونجد في هذا الديوان أيضا تأثيرات شاعر نيكاراجوا «روبين داريو»، «خوان رامون خيمينث»، والشاعر الفرنسي «بودلير». وكان أهم ما أخذه عن «داريو»، رائد الحداثة في الشعر الإسباني، الشعور المأساوي بالطبيعة والخوف المبهم من المستقبل، والحيرة بين الكآبة والمزاح، وكذلك مزج غنائيته بأفكار فلسفية بسيطة، وتبرز هذه العناصر في قصيدة رائعة من قصائد هذا الديوان:
اليوم أشعر في فؤادي باختلاجات غريبة
نامعلوم صفحہ