37

Live with the Caliphs and Kings

عش مع الخلفاء والملوك

ناشر

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

اصناف

الملك التاسع من ملوك بني أمية: فاسق زنديق: لا يستحق لقب الخلافة حسب تعدادها العام، وهو الوليد بن يزيد بن عبدالملك يكنى: أبا العباس. ظهر للناس منه تهاون في الدين واستخفاف حتى اتهموه بالزندقة وبلغ ذلك هشاما، فطمع في خلعه، وتمادى الوليد في شرب الخمر وطلب اللذات فأفرط، حتى قيل: إنه فتح المصحف في وقت، فخرج عليه ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ﴾ (١)، فنصب المصحف ورماه حتى خرقه، وقال في ذلك: أتوعد كل جبار عنيد ... فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشر ... فقل يا رب مزقني الوليد فقال له هشام: ويحك يا وليد! والله لا أدري على الإسلام أنت أم لا! ما تدع شيئا من المنكر إلا أتيته غير متحاش فيه، فكتب إليه الوليد هذا: يا أيها السائل عن ديننا ... نحن على دين أبي شاكر نشربها صرفا وممزوجة ... بالسخن أحيانا وبالفاتر فغضب هشام على ابنه مسلمة وكان يكنى أبا شاكر، وقال له: يعيرني بك الوليد وأنا أرشحك للخلافة فالزم الأدب واحضر الجماعة، وولَّاه الموسم سنة تسع عشرة ومائة، فأظهر النسك والوقار واللين، وقسم بمكة والمدينة أموالا، فقال مولى لأهل المدينة هذه الأبيات: يا أيها السائل عن ديننا ... نحن على دين أبي شاكر الواهب الجرد بأرسانها ... ليس بزنديق ولا كافر

(١) الآيتان (١٥، ١٦) من سورة إبراهيم.

1 / 37