Live with the Caliphs and Kings
عش مع الخلفاء والملوك
ناشر
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
اصناف
وقال ابن عمر ﵄: «كنا نقول على عهد رسول الله ﷺ: رسول الله ﷺ، ثم أبو بكر، ثم عمر، "ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليَّ من حمر النعم: تزوج فاطمة، وولدت له، وغلَّق الأبواب غير بابه" (١)، ودفع الراية إليه يوم خيبر (٢)،
وهذه مما خص به علي ﵁، أما ولايته بعد عثمان ﵄ فلم يدَّعِها أحد من أهل الشورى غيره في وقته، وقد أجمعوا على فضله وعدله، وأحقيته بالخلافة، وقد حان وقتها له ﵁، وأن امتناعه عن دعوى الأمر لنفسه في وقت الخلفاء قبله كان حقا، لعلمه أن ذلك ليس وقت قيامه، لم يحتجّ علي ﵁ على أحقيته بنصٍ من الكتاب ولا من السنة، لا بحديث الغدير ولا بغيره، وإنما ظن أنه الأحق لقربه من رسول الله ﷺ نسبا وصهرا، ولو علم إشارة واحدة في كتاب الله ﷿ أو في سنة رسول الله ﷺ، لا تحتمل التأويل على أحقيته بالخلافة لبادر إلى ذكرها والاستشهاد بها، ولكان أبو بكر وعمر وبقية الصحابة من أطوع الناس لعلي ﵃ تنفيذا لما أورد، وقد كان عليٌّ الخليفة الراشد ﵁ ذكيا حافظا، فقد استدل على خطأ الزبير، قال علي للزبير ﵄: تذكر يوم مررت مع رسول الله ﷺ في بني غَنْم فنظر إليَّ فضحك وضحكت إليه، فقلتَ له: لا يدع ابن أبي طالب زهوه، فقال لك رسول الله ﷺ: «ليس به زهو، لتقاتلنه وأنت ظالم له» قال الزبير: اللهم نعم، ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا، والله لا أقاتلك أبدًا، فانصرف عليٌّ ﵁ إلى أصحابه فقال: أما الزبير فقد أعطى الله عهدًا أن لا يقاتلكم، ورجع الزبير ﵁ إلى عائشة ﵂ فقال لها: "ما كنت في موطن منذ عقلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا"،
_________
(١) المراد الأبواب التي تفتح على السجد، ومنها بيت علي ﵁، وكذلك بين أبي بكر ﵁ لم يغلق.
(٢) البداية والنهاية ٧/ ٣٤١، والسنة لابن أبي عاصم حديث (٥٦٠١) ..
1 / 13