فتساءلت بنظرة قلقة: ولكن لمه؟ - جاء دوري في الجهادية! - ألا تفهم أني لا أريد أن أفقدك مرة أخرى؟
فقال بثقة غريبة: لا تخافي علي، لولا الغدر ما تمكن البوليس مني أبدا!
تنهدت في امتعاض، فراح يقول من فم مكتظ: أنت نفسك .. ألست عرضة للخطر؟
ثم وهو يبتسم: كأن يهاجمك قاطع طريق في الصحراء مثلا؟
وضحكا معا، ثم مالت نحوه فقبلت شفتيه اللزجتين بشفتين لزجتين، وقالت: الحق أننا لكي نعيش يجب ألا نخاف شيئا!
فتساءل وهو يومئ إلى النافذة بذقنه: حتى الموت؟ - أعوذ بالله!
ثم باستهانة: وحتى هذا أنساه عندما يجمعني الزمان بمن أحب.
أعجب بحرارة قلبها وقوة إصراره، ولفتوره شعر نحوها بالرثاء والاحترام والامتنان.
وكانت ثمة فراشة تعانق المصباح العاري في تلك الساعة من الليل ...
الفصل الحادي عشر
نامعلوم صفحہ