وتخلصت مريم من يده وقامت إلى إيفون: ماذا بينكما؟
وصمتت إيفون، فقالت الأم في بهرها الآخذ يكاد الخوف يعقد لسانها: هل أنت عذراء؟
وحينئذ اندفعت إيفون في نشيج مجنون وأرادت أن تلقي بنفسها إلى حضن أمها، ولكن أمها - وقد فهمت - ألقت بها إلى مكانها لتصبح مرة أخرى قطعة من الملابس المهملة ملقاة في السرير.
لم ينم ثلاثتهم ولم يتحدث أحد. وطلع الصبح فما أحسوا بمطلعه، وألقيت الجريدة وجاء اللبن ولكن أحدا لم يستقبل الجريدة أو اللبن. وجاء موعد الديوان فما خف له مرقص أفندي ولا حتى أحس به، وظلوا ثلاثتهم في أماكنهم الضجيج في رأس كل منهم يقطع ما بينه وبين الآخرين. وكانت مريم أسبقهم إلى الإفاقة، قالت لمرقص: ماذا تنوي أن تفعل؟
وقال مرقص: ناديها.
وحين جاءت إيفون وجلست إزاء أبيها قال: ماذا تريدين أن تفعلي؟ - سيتزوجني.
ودقت مريم صدرها في غيظ وقالت: ماذا؟
وقال مرقص في هدوء عاصف: أتدرين ما تقولين؟ - نعم. - واختلاف الدين. - ديننا دين المحبة. - هذا زواج لا تقره الكنيسة؛ فهو زنا؛ كفر. - المسيح يقول: «إني أريد رحمة لا ذبيحة.» - لو تزوجته فقد خرجت من ديننا، دين المسيح.
وقالت أمها: اقتلها قبل أن تتزوجه.
وقال مرقص أفندي في حزم: لا يراك بعد اليوم ولا ترينه.
نامعلوم صفحہ