وحين نقلت من المدرسة الابتدائية كان أكثر فرحتي أنني سأترك الشيخ مدبولي، ولكن حين دخلت الفصل في مدرسة الخديوي إسماعيل في الحصة الأولى من اليوم الأول للسنة الأولى، وجدت الشيخ مدبولي هو مدرس العربي والديانة معا. كان قد رقي واستقرت الترقية على رأسي أنا.
وقالت ليلى وهي تغالب الضحك: وهل ما زال الشيخ مدبولي في المدرسة؟
وقال عباس: لا.
وقالت ليلى ضاحكة: خسارة! وأين هو؟
وقال عباس: أترين ذهابه خسارة؟ ربنا يبلوك بمثله إن شاء الله.
وقالت وهيبة وقد غاظها أن أخاها يتجاهلها ويوجه حديثه إلى ليلى وحدها: ألأنه يضربك من أجل الحفظ تكرهه هذا الكره؟ إذن فأنت تكره أبي، إنه ما زال يضربك حتى الآن.
وقال عباس في سخط وتبرم: أنا؟! أنا أبي يضربني؟
وقالت وهيبة بعد أن أخرجت تهويمة طويلة: أظن علقة الشهر الفائت ما زالت آثارها على جسمك. الخيزرانة يا عم وهات.
وقال عباس متلعثما: أنا ... أنا.
وسارعت وهيبة: نعم أنت. ألم تكن أنت الذي لم تصل الفجر حاضرا، وعلم أبوك وسحب الخيزرانة و...
نامعلوم صفحہ