Light and Darkness in the Light of the Book and the Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
62

Light and Darkness in the Light of the Book and the Sunnah

النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة

ناشر

مطبعة سفير

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

يقول: «والسنة الخضاب بالحناء أو بالصفرة، أو بالحناء والكتم» (١). قال الإمام القرطبي ﵀: «وأما الصباغ بالحناء بحتًا، وبالحناء والكتم، فلا ينبغي أن يختلف فيه؛ لصحة الأحاديث بذلك، غير أنه قد قال بعض العلماء: إن الأمر في ذلك محمول على حالين: * أحدهما: عادة البلد، فمن كانت عادة موضعه ترك الصبغ فخروجه عن المعتاد شهرة تَقْبُح وتكره. * وثانيهما: اختلاف حال الناس في شيبهم، فربَّ شيبة نقية هي أجمل بيضاء منها مصبوغة، وبالعكس فمن قبَّحه الخضاب اجتنبه، ومن حسنه استعمله، وللخضاب فائدتان: إحداهما: تنظيف الشعر مما يتعلق به من الغبار والدخان. والأخرى: مخالفة أهل الكتاب (٢)؛ لقوله ﷺ: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم» (٣)، ثم قال ﵀: «ولكن هذا الصباغ بغير السواد، تمسكًا بقوله ﷺ: «واجتنبوا السواد»، والله أعلم (٤)، وقال ﵀: «وقوله ﷺ: «واجتنبوا السواد» أمر باجتناب السواد، وكرهه جماعة

(١) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٥٠٨٥، من سنن النسائي في المكان السابق، بتاريخ ٢٤/ ٨/١٤١٨هـ. (٢) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٥/ ٤٢٠. (٣) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁: البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ٤/ ١٧٥، برقم ٣٤٦٢، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب في مخالفة اليهود في الصبغ، ٣/ ٦٣١٦، برقم ٢١٠٣. (٤) المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٥/ ٤٢٠.

1 / 63