244

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

اصناف

كيفية اكتساب حسن الخلق
السؤال
ما رأيك فيمن يتصدر مقام التربية كالمدرس والأب وغيرهم، كيف يرسم منهجًا لنفسه يُعرف عنه بحسن الخلق، ويكون بذلك قدوة لغيره؟
الجواب
حسن سالخلق ليس درجة واحدة، فالإنسان بحاجة إلى أن يربي نفسه ويتعاهدها، فنحن بحاجة إلى أن نربي أنفسنا دائمًا وأن نتعاهدها، ثم أن نستفيد ولو حتى ممن كان دوننا، وأن نستفيد من أخطائنا وهي نقطة مهمة وينبغي أن نستفيد منها، وأنا أذكر موقفًا حصل لي لا أشعر أنني استفدت مثل هذا الموقف امرأة أرسلت لي رسالة تستشيرني في مشكلة وأنا مشغول في دراسة منهجية، وقد لا يستطيع الإنسان أحيانًا أن يجد وقتًا مناسبًا للرد على الرسالة، فكتبت للرد على الرسالة وأرسلتها لكن وصلت رسالة منها قبل أن تصل إليها الرسالة، وكانت رسالة عتاب قاسية فعلًا، أنا صراحة عندما تلقيتها شعرت بالخطأ، لكن بعدها فكّرت فعلًا وشعرت أنني كنت وقعت في هذا الخطأ، تستشيرني في مشكلة تخصها، أنا لربما كانت المشكلة عندي ليست ذات بال، لكنها قالت لي في مقدمة الرسالة: أنك لو كنت حاخامًا يهوديًا أو قسًا نصرانيًا واستشرتك في لون ملابسي والطعام المفضل لأشرت عليّ بمباركة الرب كما يقول هؤلاء! لكنني حينما أستشير طالب علم تعلمنا في الإسلام أن النبي ﷺ تأخذ بيده الأمة حيث شاءت وأستشيرك بقضية تهم مستقبل حياتي تنصرف عني، أظن أن هذا ليس من خلق الإسلام! ثم تقول: أتمنى أن تجد وقتًا لمواصلة أبحاثك واهتماماتك وأن لا أكون قد شغلتك برسالتي هذه يعني بشر أول ما يجد مثل هذا الموقف قد يأخذه حظ النفس ويشعر، لكن بعد فترة فكّرت وشعرت أن مشكلتنا أحيانًا أننا ننظر إلى مشكلات الناس وقضاياهم كما ننظر إليها نحن، لا كما ينظر إليها هؤلاء! الرسول ﷺ حينما كانت تأتيه امرأة في عقلها شيء وتحدثه فيستمع إليها، أقول: فعلًا يجب أن نستفيد من أخطائنا، وسنبقى دائمًا نجد أخطاء، ونواجه أنفسنا بصراحة، قد لا نحتاج أحيانًا أن نعترف ونواجه الناس بأخطائنا، لكني أتصور أن الاستفادة من الأخطاء التي نقع فيها من أهم الجوانب التي تعيننا على تجاوز السلبيات التي سنقع فيها، فإذا كنت أنت إنسانًا سريع الغضب، وغضبت في موقف من المواقف وشعرت أنها ذهبت إلى ما لا تحمد عقباه ستبدأ بعد فترة تحسب حسابك، وكذلك مرة أخرى حتى تشعر أنك قد أصبحت تمسك بلجام نفسك، وقل مثل ذلك في أي خُلق سيئ ترى أنك قد اتصفت به.

8 / 30