الدفاع عن النبي ﷺ
سنة الله ﷿ مع رسله وأعدائهم معلومة، فمنهم من يؤمن فيرتفع، ومنهم من يعاند ويؤذي الرسل فيعذب في الدنيا والآخرة، ولقد نال محمد ﷺ من ذلك كله أعظم الأمر وأكثره، وكذلك نال أصحابه، وما زال اليهود يديرون رحى المؤامرات والمخططات للمسلمين، ولكن الله ناصر ومعز دينه برجال يحبون الله ورسوله والجهاد في سبيله سبحانه.
1 / 1
النبي وأصحابه في بداية الدعوة
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٧٠ - ٧١]، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: فهذا عام هجري جديد يأتي على المسلمين في كل مكان يتذكرون فيه هجرة النبي صلوات الله وسلامه عليه من مكة إلى المدينة، وهاجر بعدما أوذي الأذى الشديد، وأوذي أصحابه رضوان الله ﵎ عليهم، وهاجر أصحابه إلى الحبشة ثم رجعوا فآذوهم فهاجروا هجرة أخرى، ثم أذن الله ﷿ للنبي صلوات الله وسلامه عليه بعد ثلاثة عشر سنة من الدعوة إلى الله ﷿ أن يهاجر إلى المدينة، فهاجر إلى دار الإيمان، كما قال الله: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ﴾ [الحشر:٩]، فهاجروا إلى أهل المدينة الذين استقبلوا النبي ﷺ بأحسن استقبال، وبذلوا أرواحهم وأموالهم ودماءهم لينصروا دين الله سبحانه، ويعزوا كتاب الله تعالى، ويعزروا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
مضى على هجرة النبي صلوات الله وسلامه عليه ألف وأربعمائة وسبعة وعشرون عامًا صلوات الله وسلامه عليه، هاجر فبنى مدينة وبنى رجالًا على عقيدة سليمة ودين مستقيم، يعبدون الله ولا يخافون فيه لومة لائم، فتح قلوبهم بنور رب العالمين سبحانه، ودعاهم إلى الله، وبصرهم وأرشدهم وعلمهم، وجدهم عالة فأغناهم الله ﷿ به، ووجدهم متفرقين فألف الله بين قلوبهم به، ووجدهم أعداء فأصلح الله قلوبهم به، ووجدهم مضطهدين وغيرهم من الأمم فوقهم وهم عباد أوثان لا قيمة لهم، فأخرجهم من عبادة العباد ومن عبادة الجماد إلى عبادة الله الواحد القهار ﷾.
أحبوه صلوات الله وسلامه عليه، وامتلأت قلوبهم بحبه لما رأوا من رحمته وعدله، فما جاءهم ليأخذ أموالهم، بل فتح بهم البلاد وأصاب من الغنائم ما شاء الله ﷿ له وللمؤمنين، ثم قال: (ليس لي من هذه إلا الخمس، والخمس مردود عليكم) ويوم مات صلوات الله وسلامه عليه ترك ما ترك من نصيب له ليس لورثته وإنما صدقة على المحتاجين صلوات الله وسلامه عليه، قال الله ﷿ يمدحه: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [الفتح:٢٩].
هؤلاء أصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه، رباهم على الخير والعدل والإحسان، جاءهم بهذا القرآن العظيم وفيه هذه الآية الكريمة: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:٩٠].
سمع هذه الآية العظيمة رجلان كانا كافرين فأسلم أحدهما وحسن إسلامه رضي الله ﵎ عنه وهو عثمان بن مظعون ﵁، والآخر أعجزته وقال قولته التي خلدت بعد ذلك، وإن كان أصر على ما هو فيه من كفر حين عيره أهل مكة بأنه يتبع غلامًا؛ لأن الرجل كان أسن من النبي ﷺ وهو الوليد بن المغيرة، فسمع هذه الآية العظيمة: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:٩٠]، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر، قال هذه الكلمة التي دامت بعده يتناقلها الناس جيلًا بعد جيل وإن كان لم يسلم؛ لأن أبا جهل لعنة الله عليه ذهب إليه يقول: أتتبع محمدًا لأنه سيعطيك مالًا، فإذا بالرجل يأنف ويقول: أنا أغنى قريش، أنا أكثرهم مالًا كيف تقول ذلك؟ ولم يزل به أبو جهل عليه لعنة الله حتى استمر على كفره ولم يؤمن بالنبي صلوات الله وسلامه عليه.
فهذا القرآن العظيم الذي جاء به النبي ﷺ نورًا وهدى للناس، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ [البقرة:٢ - ٤].
1 / 2
تواضع النبي
هذا نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال له ربه سبحانه: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب:٤٥ - ٤٦]، أرسله وأخبره ﷾ أنه أرسل للناس كافة ﴿بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [البقرة:١١٩]، فيدعو الخلق جميعهم، إنسهم وجنهم إلى دين رب العالمين، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران:١٤٤].
أخبر أنه مخلوق وأن المخلوق لا بد أن يموت، قال الله تعالى: ﴿أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران:١٤٤]، هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه عبد لله ورسوله بلغ التواضع عنده أعلاه، فقد قال الله ﷾ للنبي ﷺ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء:١]، وقال عنه: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن:١٩]، وقال عنه: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ [البقرة:٢٣]، فوصفه بأنه عبد لله، وخيره أتحب أن تكون ملكًا رسولًا، أم عبدًا رسولًا؟ فجاء جبريل فاستشاره النبي ﷺ، فأشار إليه أن تواضع، فتواضع النبي صلوات الله وسلامه عليه.
جلس على الأرض يأكل طعامه وطعامه على الأرض، ويأتي أعرابي لينظر لحاله، وكان غاية في الكرم صلوات الله وسلامه عليه، له جفنه لا يطيق حملها إلا أربعة من الرجال، فإذا صلى الضحى صلوات الله وسلامه عليه في مسجده أوتي بهذه الجفنه -وتسمى الغراء- فوضعت بين أيدي القوم فأكلوا من طعامه صلوات الله وسلامه عليه.
وجيء بها مرة وتضايق المكان عن الناس فكانوا عددًا كبيرًا، فجلس على ركبتيه مستوفزًا صلوات الله وسلامه عليه جلسة المتواضع، فنظر إليه أعرابي وقال: ما هذه الجلسة؟ وكأنه يحتقر هذه الجلسة ويعظم النبي ﷺ أن يجلسها؛ لأن هذه الجلسة لا يجلسها إلا الضعفاء من الناس، فقال: (إن الله جعلني عبدًا كريمًا، ولم يجعلني جبارًا عنيدًا)، صلوات الله وسلامه عليه، أنا عبد لله أكرمني فما تلحق بي حقارة، إني أجلس هذه الجلسة على وجه التواضع لله وليس من باب الذل لخلق الله ﷾، وحاشا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
هذا النبي الكريم الذي أمره ربنا أن يعدل بين عباده، فقال: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:٨] وقال: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا﴾ [المائدة:٢]، فنهاهم أن يعتدوا، أن يجوروا وأن يظلموا حتى ولو كان أعداؤهم قد ظلموهم ومنعوهم من المسجد الحرام، كما قال الله: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ [المؤمنون:٩٦].
وقال: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل:١٢٦].
1 / 3
رحمة النبي للعالمين
هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه الذي جاء بالإحسان ليعلم الخلق كيف يحسنون، جاء ليعلمهم التواضع والرحمة مع الخلق جميعهم، يعلمهم كيف يدعون إلى دين الإسلام رحمة للعالمين حتى يدخلوا الجنة ويبتعدوا عن الشرك بالله ﷾، جاء إليهم وقلوبهم مظلمة من الشرك به سبحانه، فإذا بالنبي ﷺ ينيرها بفضل الله سبحانه بكتاب رب العالمين، وبالإيمان الذي هدى الله ﷿ إليه الخلق على يد النبي صلوات الله وسلامه عليه، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾ [النحل:٩٠]، مع الخلق جميعهم.
هذا هشام بن حكيم بن حزام رضي الله ﵎ عنه يذهب إلى بلاد الشام، فيجد قومًا من الأقباط قد أوقفوا في الشمس يعذبون لأنهم لم يدفعوا الجزية، فإذا بـ هشام يغضب ويقول: ما هذا؟ إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)، هكذا علمهم النبي ﷺ، ليس لك أن تعذب إنسانًا وإن كان عدوًا لك، خذ الحق وأعطي بالعدل، وعاقد بالقسط كما أمر الله ﷾ وليس لك أن تعذب أحدًا من خلق الله لا مسلمًا ولا كافرًا.
هذا دين رب العالمين دين العدل والإحسان، العدل: بأن تعدل في بيتك مع أهلك مع زوجك وأولادك مع جيرانك وأصدقائك في عملك وحكمك وولايتك تعدل مع الخلق جميعهم مسلمهم وكافرهم، كما قال الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل:٩٠]، فتحسن في كل شيء، ولعلك تستحيي إنسانًا بإحسانك إليه فأحسن كما أحسن الله إليك.
وقوله: ﴿وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾ [النحل:٩٠]، أي: أن تصلوا أرحامكم، وأن تعرفوا حقوق الوالدين، وحقوق الأقربين فتصلون أرحامكم بما أمركم الله ﷿ أن تصلوا به.
هذا دين الإسلام ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، لا تكن فحاشًا بذيئًا، لا تقع في الحرام وتتعدى حدود الله سبحانه التي منعك من الوقوع فيها، لا تقع في المنكرات التي نهاك الله ﷿ عنها، لا تنصر أصحاب المنكر على أصحاب الحق، فهو ينهاك عن البغي والظلم ويقول: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)، فالمظلوم تنصره فتأخذ حقه، وأما الظالم فتأخذ على يده وتمنعه من الظلم.
فهذا دين الإسلام دين العدل، دين رب العالمين، واسمه سبحانه الحق والعدل والحكم وإليه الحكم ﷾، جاء بدينه النبي صلوات الله وسلامه عليه الذي صدقه كما أمر الله ﷾، وسئلت السيدة عائشة ﵂ عن خلق النبي ﷺ فقالت: (كان خلقه القرآن).
1 / 4
كيد أعداء الدين للمسلمين
هذا الدين العظيم الذي دخل فيه الخلق مطيعين لرب العالمين سبحانه، محبين له حتى تغيظ أعداء الدين منهم حين وجدوهم قد فتحوا الدنيا، وفتحوا القلوب فدخل الناس في دين الله أفواجًا.
تغيظ اليهود، وتغيظ المشركون أهل الأحقاد والحسد، فساد الإسلام والمسلمون، ووجدوا المسلمين متمسكين بكتاب ربهم وبسنة نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، يدافعون عن دينهم، فقاموا يكيدون لهم، فإذا بهم يدخلون مداخل شتى حتى يبعدوا المسلمين عن إسلامهم، ويصيروا الإسلام قشورًا بدون لباب، ويجعلوا الإسلام مظاهر من غير بواطن.
إذا بهم يدفعون المسلمين إلى العري، وإلى الجنس، والبعد عن دين رب العالمين، ودعاوى جاهلية، يقولون بالحرية التي سنها اليهود لعنة الله عليهم، ابحث عن كل مصيبة في الدنيا تجد وراءها اليهود، فهم يقبحون أديان رب العالمين سبحانه، وكيف لا يفعلون وهم الذين أفسدوا توراتهم، وتنكروا لموسى بل لربهم ﷾.
أليس هم الذين عبدوا العجل من دون الله كما قال الله: ﴿فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ﴾ [طه:٨٨]؟! وكأن موسى نسي إلهه وذهب يبحث عنه وهم قد عرفوا الإله في هذا الجماد، في تمثال بقرة صنعه لهم السامري من ذهب قد أخذوه من حلي لفرعون وقومه.
هؤلاء اليهود الذين كرهوا دين رب العالمين، وأرادوا أن يضعوا الحواجز بين المسلمين وبين دينهم، فسيطروا بأموالهم على وسائل الإعلام في الدنيا حتى استطاعوا أن يحولوا دولًا، وأن يغيروا سياسات، وأن يلعبوا ببنوك وحكام من الكفار والمسلمين، ويفسدوا ما يشاءون حتى يعلو هم ومن يريدون في الأرض بالفساد وبالإفساد.
فتجدهم يدبرون للمسلمين كل مصيبة حتى يبعدوهم عن دينهم بالمال تارة، وبالجنس أخرى، وبغير ذلك من أعمال وبلاء بلغ بهم أطوارًا فيفعلون ما يحلوا لهم، ويجدون من يقف مدافعًا عنهم.
استطاعوا أن يدخلوا إلى ديار الذين يحكمون بلاد الكفر بل وبلاد الإسلام، فإذا بهم يفعلون ما يحلوا لهم من أشياء، ويزعمون أنهم مستضعفون في الدنيا كلها ويصدقهم الناس، فإذا تجرأ أحد الناس أن يتكلم عنهم إذ بالمصائب تعتريه من كل جانب.
1 / 5
إفك محرقة اليهود النازية
ادعوا أن هتلر النازي ومن معه أحرق منهم بزعمهم ستة ملايين، وقالوا: تسعة ملايين، وقالوا: بل مليونان، وقال بعضهم: بل مليون واحد من اليهود.
هكذا يزعمون أن النازي أحرقهم، وكان ذلك في سنة (١٩٤٠هـ) حين حدثت الحرب بين الحلفاء وبين دول المحور، بين ألمانيا ومن معها وبين بريطانيا ومن معها، وإذا باليهود يعلبون بين الاثنين، يوهمون هتلر ومن معه أنهم معه فيقتلون رجلًا من الإنجليز، ويفعلون بين الاثنين وقعات ليكون لهم الحكم هنا وهناك، ويفعلون ما يحلوا لهم.
كانوا في معسكرات هتلر مع من معه وقتل منهم البعض، واستعان بكثيرين منهم حتى قالوا: كان هناك مائة ألف يعملون في معسكرات النازيين من اليهود، وكان يكافئهم ويعطيهم، ولما غلب هتلر ودخلوا في معسكر اسمه دخام قالوا بأنه كان يحرقهم فيها.
أخذوا قادة هذا المعسكر واستجوبوهم، ومن أطاعهم كتبوا عنه ما يقول من أكاذيب، فقالوا: قتل مليون، أدخلهم في أفران الغاز حتى خنقهم ثم أخرجهم إلى المحارق وبدءوا يكذبون، وإذا بالمحققين من أعداء الألمان يكشفون الحقيقة، يقول قاض أمريكي كان يحقق في داخل هذه المعسكرات: لقد مكثت فيها سبعة عشر شهرًا وأنا أعلم بما كان يدور فيها، ولا يوجد فيها دليل واحد يدل على أن اليهود قد أحرقوا، أو أنهم قد قتلوا في أفران الغاز، ولكن اليهود يكذبون ويصدقهم الناس؛ لأن معهم وسائل الإعلام، فيصدقونهم ويقولون: أحرق منهم ستة ملايين، ويأتون بالبعض ويرغمونهم بالتعذيب على الاعتراف أن اليهود كانوا محكورون في غرف، واسمع ما تتعجب منه.
يقول بعضهم -وكأنه يعترف تحت التعذيب-: لقد رأيت في الغرفة الواحدة من هذه الغرف ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة وهم محشورون بعضهم على بعض قيامًا، انظر بعقلك هل يصدق مثل هذا الكلام؟ كم مساحة هذه الغرفة أيها الكذاب؟ قال: (٢٨)، وهل يحشد في مثلها ثمانمائة من اليهود أو سبعمائة؟ ترى ما كانت أحجامهم؟ هل كانت بالسنتيمتر؟ أم كانت أحجامهم من هواء، أو كانوا أشباحًا حتى يحشر منهم الثمانمائة في غرفة كغرفة معيشة أحد ما؟! هذه مساحة الغرفة التي يزعمون، وكم كان يقتل أيها الكذاب في كل يوم؟ قال: أكثر من ستين ألفًا من اليهود في اليوم الواحد، وكم كان عدد اليهود في هذه الأماكن؟ ما زاد عدد اليهود على بضعة ملايين قليلة.
فإذا باليهود يفترون هذا الذي يقولونه ويصدقهم العالم؛ لأنهم دخلوا في رءوس الحكام بأموالهم فغيروا حتى صدقهم الناس، وإن كانوا في بواطنهم لا يصدقون، ولكن أموال اليهود تجعلهم يصدقون ذلك، مكيدات اليهود تجعلهم يخافون من عكس ذلك فاعترفوا لليهود، وإذا بالألمان المغلوبون المدحورون المهزومون تطالبهم اليهود بثمن هذا الذي صنعه، وكم يريد اليهود؟ قالوا: نريد واحد ونصف مليار دولار ثمن هذه المحارق التي صنعتموها، والألمان لم يعترفوا ولكنهم أعطوا صاغرين ستين مليار دولار، ولم يسكت اليهود ففي كل يوم يطالبون بديات الذين أحرقوا، نريد ديار أصحابنا الذين أحرقتموهم، نريد أن نعيش اليهود في فلسطين لكن طردتموهم، نريد ونريد وهم يدفعون لهم صاغرين أذلة.
سميت هذه المحرقة أو أماكن الغاز بـ: الهولوكست، ومنع الناس من أن يتكلموا عنها وصارت حرمًا آمنا وحجرًا محجورًا، لا يقدر أحد أن يفند ما قال اليهود، وأنهم كذابون فيما زعموا، وأنه لم يحدث ذلك أصلًا، لكن البعض تجرأ وتكلم، مثل أستاذ فرنسي في الجامعة يدرس الأدب الفرنسي، تكلم في كتابه عن هولوكست بأنها لا تعقل، وأنه جمع الوثائق فيها فليس فيها وثيقة واحدة باسم هتلر تدعو إلى قتل اليهود، بل كان يعطيهم أموالًا وكان يبغضهم، فلما قال الرجل ذلك قامت القيامة، وجرد من أستاذيته، وطرد من الجامعة، وسحب منه لقب الدكتوراه، انظر رجل تكلم أن اليهود كذابون في المحرقة التي تكلموا عنها فكان هذا مصيره.
وهذا آخر يحضر الدكتوراه في الموضوع نفسه، وأخذ الدكتوراه بتقدير جيد جدًا، أخذها وبعد ذلك تكلموا عنه في وسائل الإعلام، فلما اشتهرت رسالته إذا بهم يأخذون منه اللقب الذي أعطوه ويفصلونه من الجامعة، ويعاقبون أستاذه الذي أعطاه وأشرف على هذه الرسالة لكونه كذب اليهود.
وهذا قاض آخر إنجليزي أو فرنسي تكلم عن هذه المحرقة فجرد من الدكتوراه التي كانت معه، وعوقب بأن يدفع عشرة في المائة من راتبه بأثر رجعي لليهود عقوبة له على أنه تكلم عن كذب اليهود.
وهذا جاروزي ذاك الأستاذ الفرنسي الذي أسلم -وهو فيلسوف فرنسي- وتكلم عن محارق اليهود، وأنهم كذابون، فإذا بأربعة عشر بابا ودارًا للمحاماة تتبرع بأن تنزل به النكال والعقاب في كل المحاكم في فرنسا، ويعاقب الرجل على أنه أساء للسامية، وأنه معادي لليهود.
هؤلاء اليهود قدروا أن يصنعوا ذلك.
في سنة خمس وستين دخل رجل من اليهود إلى مرحاض في حانة -خمارة- فوجد المرحاض مكتوب فيه طعن في اليهود فقامت الدنيا ولم تقعد، وأتي بمحققين ورفعوا البصمات عن المرحاض ليقارنوها ببصمات اثنين مليون أمريكي لينظر من فيهم الذي كتب ذلك عن اليهود؟ كيف وصلوا اليهود إلى ذلك؟ وصلوا بأموالهم وصلوا بالجنس وصلوا بالنساء وصلوا بالتعمية وإدخال النساء في قلوب من يحكمون الخلق.
هؤلاء اليهود تقوم الدنيا ولا تقعد لو أن واحدًا منهم مس بأذى، وهذا سيد الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه حبيب رب العالمين حبيب جميع المؤمنين يتكلمون عنه الآن فيسخرون منه، من وراء ذلك؟ من الذي دفع هذا الدنمركي إلى أن يرسم صورًا عن النبي ﷺ فيها البذاءات، والحقارات، والإساءات إلى رسول رب العالمين ﷾ وصلوات الله وسلامه عليه؟ إنهم اليهود من وراء ذلكم.
في سنة (١٩٨٨مـ) فعلوا الشيء نفسه مع المسيح، أخرجوا قصة عن المسيح يشوهونه فيها ويرمونه بالجنس، وثارت النصارى ثم سكتوا، علم اليهود أن هذا رد فعلهم، الآن يفعلون ذلك بالمسلمين ليروا كيف يكون رد فعل المسلمين؟ هل يقومون قومة رجل واحد فيعتصمون بالله سبحانه ويدافعون عن دينهم؟ أم أنهم يسكتون ويتكلم المنافقون: عليكم بالرحمة، وعليكم بالسلم، وعليكم بكذا! وعليكم بكذا! والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ودعوهم يقولون ما يقولون فإذا بهم يسكتون المسلمين في كل مكان.
فاحذروا أيها المسلمون مما يريد بكم الكفار، فإن هؤلاء لا دين لهم لا أمان لهم لا عهد لهم، يتطاولون على سيد الخلق والمسلمون في سبات، لعل هذا الذي أتاكم يوقظ الإيمان في قلوبهم فيرجعون إلى ربهم، وينصرون دينهم، ويدافعون عن نبيهم صلوات الله وسلامه عليه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 6
حب الصحابة للنبي
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: هذا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يؤتى له بأسير من الفجار من بني حنيفة، فيؤخذ الأسير ويوضع في المسجد ويمر به النبي صلوات الله وسلامه عليه، والأسير اسمه ثمامة بن أثال فيقول له النبي ﷺ: (ما عندك يا ثمامة؟ قال: إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تطلب المال فخذ منه ما شئت، وإن تعفو.
تعفو عن شاكر)، هذا أنا: إن قتلتني فقد قتلت منكم قبل ذلك فلك حق أن تقتلني، وإن تعفو.
تعفو عن شاكر، وسأعرف لك جميلك وأعرف لك صنيعك، وإن تطلب المال فاطلب منه ما شئت، فلم يطمع النبي صلوات الله وسلامه عليه في ماله، وإنما كان يحب أن يسلم الرجل، وأمرهم أن يطعموا الأسير ثم تركه، ومر به مرة أخرى، فقال: (ما عندك يا ثمامة؟ قال: هو ما قلت لك: إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن ترد المال فاطلب منه ما شئت، قال النبي ﷺ: أطلقوا ثمامة).
لم يطلب منه مالًا ولم يقتله صلوات الله وسلامه عليه، بل أنعم عليه وتركه يذهب كافرًا، فخرج ثمامة حتى إذا توارى اغتسل ورجع يظهر ويعلن إسلامه رضي الله تعالى عنه، وقال للنبي ﷺ: إني أخذت وقد كنت متوجهًا معتمرًا إلى الكعبة، فأمره النبي ﷺ أن يذهب ويعتمر، فلما ذهب إلى هنالك كان قلبه قد امتلأ بحب النبي صلوات الله وسلامه عليه، وحب هذا الدين، فقابله المشركون بقولهم: صبأت يا ثمامة؟ قال: بل أسلمت مع محمد صلوات الله وسلامه عليه، والله لا تأتيكم حبة حنطة ولا شعير من اليمامة إلا بموافقة محمد صلوات الله وسلامه عليه، دخل الإيمان قلبه، ولم يجبره النبي ﷺ على الإسلام، بل أطلق سراحه وعفا عنه، فامتلأ قلب الرجل حبًا للنبي صلوات الله وسلامه عليه.
أيها المؤمنون! وكيف لا تمتلئ قلوب المسلمين بحب النبي صلوات الله وسلامه عليه وقد شاهدوا من فضله وكرمه، وحسن خلقه وتنفيذه لأمر ربه، وتواضعه صلوات الله وسلامه عليه؟! كيف لا تمتلئ قلوبهم حبًا له صلوات الله وسلامه عليه ودفاعًا عن دينه وقد رأوا كيف دافع عن دين رب العالمين حتى استقر هذا الدين ودخل في القلوب، فبلغ صلوات الله وسلامه عليه وأقر الحقوق، وأعطى الواجبات صلوات الله وسلامه عليه؟! قام في الناس مرة يسوي صفوفهم فإذا برجل يبرز صدره من بين الصفوف ومع النبي ﷺ عصا صغيرة، فأشار بها إلى بطن الرجل ليرجعه، فإذا بالرجل يقول: (أوجعتني يا رسول الله! قال: فاستقد)، ظن أنه فعلًا أوجعه وما أوجعه صلوات الله وسلامه عليه، كيف يوجعه وهو يسوي الصف الذي فيه هذا الرجل؟ ثم كشف عن بطنه ليستقد الرجل، وليضرب بطن النبي ﷺ كما زعم، فإذا بالرجل يخفض رأسه ويقبل النبي صلوات الله وسلامه عليه ويقول: هذا ما أردت، لم توجعن يا رسول الله، ولكن أردت أن أقبلك، هذا حب النبي ﷺ في قلوب المؤمنين، ليس حبًا ساقهم إليه النفاق، كلا والله، وإنما حب ساقهم إليه رب العالمين سبحانه بحسن خلقه، بطيبة قلبه، بلينه قال الله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ [آل عمران:١٥٩]، لذا دخل حبه قلوبهم صلوات الله وسلامه عليه، فنصروا دينه صلوات الله وسلامه عليه.
هذا رجل أعمى في عهد النبي صلوات الله وسلامه عليه، كانت امرأته يهودية وكانت به رحيمة، وكان له منها أولاد، وكانت تشتم النبي ﷺ، وكان ينهاها فلا تنتهي، وفي يوم من الأيام وجدوا هذه المرأة قتيلة، فسأل النبي ﷺ من قتلها؟ فإذا بالرجل يقول: يا رسول الله! أنا قتلتها، كانت زوجتي، وكنت أحبها، وكانت بارة بي رحيمة، ولكنها كانت تقع فيك فتركه النبي ﷺ، ولم يقم عليه حدًا.
فهؤلاء حب النبي ﷺ قد ملأ قلوبهم.
1 / 7
موقف المسلمين من تطاول الأعداء على النبي الكريم
والله لا يؤمن إنسان حتى يكون حبه لدين رب العالمين، وحبه للنبي الكريم أشد من حبه لنفسه ومن الدنيا وما فيها، وحتى يكون هواه تبعًا لما جاء به النبي صلوات الله وسلامه عليه.
أيها المؤمنون! يتطاول المتطاولون لأنهم يجدون المسلمين نيامًا ضعافًا لا حيلة عندهم، ولا قدرة لديهم، ولا تفكير في عقولهم إلا في الدنيا والمال، وبعد عن رب العالمين هو سبب البلاء، ولعل هذه الحادثة تجعلهم يفيقون ويرجعون إلى دين رب العالمين، ويتركوا ما هم فيه من غضب وإغضاب لرب العالمين، حين تستباح حرمات الله، ثم لا تتمعر الوجوه حين يحدث في بلاد المسلمين أن تستباح الخمور، والربا، والجنس والعري والحرام ولا أحد يغضب، ولكن يتكلم المنافقون الذين يقولون: إنهم علمانيون، ذاك الوجه القبيح القذر لهؤلاء المنافقين، يقولون: نحن علمانيون وما تعني بالعلمانية؟ يقولون: العلمانية لا تنافي الدين، العلمانية تعني: العلم، ونحن نريد أن نسبق الدول العلمانية، هذه العلمانية في الدنمرك، وهذه العلمانية في فرنسا، علمانيتهم يقول أصحابها: لا دين، لا تمييز عن طريق الدين، لا تدخل الفتاة الكلية أو المدرسة وعلى رأسها حجاب.
الحرية عندهم أن يسيئوا للأديان، أن يزدروا الإسلام، وأن يزدروا المسيح صلوات الله وسلامه عليه ولا أحد يتكلم.
الحمد لله من رواء كل مصيبة شيء نافع للمسلمين، لعلهم يراجعون أنفسهم فيقاطعون هؤلاء الكلاب الذين أساءوا للنبي صلوات الله وسلامه عليه، والذين شتموا وسبوا، ثم قالوا: إنها الحرية، وما في ذلك؟ الحرية عندهم أن يشتموا النبي ﷺ وأن يسخروا منه، الحرية عندهم أن يخافوا من اليهود، وأن يسكتوا عن مذابح اليهود، وأن يعاقبوا من يتكلم في المرحاض عن اليهود.
وأما من يتكلم عن النبي ﷺ يقولون: بلادنا بلاد التنوير! ونحن بلادنا بلاد النور، وواجب على المسلمين أن يثأروا للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه بما استطاعوا من شيء، بمقاطعة هؤلاء، ومنع التعامل معهم، وترك بلادهم، وأن يتوحد المسلمون قادة وأممًا ويرجعوا إلى شريعة رب العالمين ﷾، فهي التي تعزهم ليس الغرب الكافر، ليست أمريكا المجرمة، وإنما دين رب العالمين الذي فيه العز والإعزاز للمسلمين، قال النبي صلوات الله وسلامه عليه: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يوم إذن يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يلقي الله ﷿ في قلوبكم الوهن)، وهو الضعف والخوف من أعدائكم مع كثرتكم.
المسلمون الآن ربع العالم، مليار وثلاثمائة مليون من المسلمين في الدنيا كلها عدد يرعب الكفار، هم على ملة واحدة، دينهم واحد، ونبيهم واحد صلوات الله وسلامه عليه، لو أنهم اجتمعوا ما قدر أحد أن يكيد لهم إلا وردوا كيده في نحره.
المسلمون هذا العدد الضخم شغلهم اليهود بالدنمرك وما يحدث فيها، وشغلوهم حتى يتكلم المنافقون عن حماس وانتصارهم في فلسطين، وما الذي تصنعه حماس مع اليهود، هل يعترفون بها أو لا يعترفون بها؟ حتى ينشغلوا عن دينهم بدعوة الحرية، والعلمانية، والديمقراطية؛ ليبعدوا المسلمين عن دينهم.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح قلوب المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اثأر لرسولك الكريم، اللهم عليك بالقوم المجرمين، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا، اللهم دمر ديارهم تدميرًا، اللهم دمر جيوشهم تدميرًا، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 8
آداب الدعاء
إن محمدًا ﷺ هو الحامد والحماد وهو صاحب لواء الحمد يوم القيامة، وأمته هم الحمادون الذين يحمدون الله ﷿، والحمد والثناء على الله ﷿ مطلوب في كل وقت وحين، وهو عند الدعاء من أسباب الإجابة، فيذكر العبد بين يدي حاجته عبارات الثناء والحمد لله ﷿، وما أثني على الله بخير مما أثنى به على نفسه أو أثنى به عليه نبينا محمد ﷺ.
2 / 1
من آداب الدعاء افتتاحه بالثناء على الله والصلاة على نبينا محمد ﷺ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
روى الإمام أبو داود عن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله ﷺ أنه قال: (سمع رسول الله ﷺ رجلًا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي ﷺ، فقال رسول الله: عجل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بعد بما شاء).
وعن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة).
أما الحديث الأول فيرويه فضالة بن عبيد صاحب رسول الله ﷺ في أدب الدعاء، وأن الإنسان لا يعجل، فقد أمر الله عباده بالدعاء فقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:٦٠] وقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة:١٨٦]، وقال النبي ﷺ: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل).
والتعجب قد يكون بتعجل حصول المطلوب.
وقد يكون تعجل طريقة الدعاء، حيث يبدأ مباشرة في ذكر حاجته، فعلم النبي ﷺ أصحابه الأدب في ذلك، حيث أمر هذا الرجل بالبدء بتوفير الله تعالى ثم الصلاة على النبي ﷺ.
فالأدب مع الله أن تبدأ أيها الداعي! بالثناء على ربك ﷾، وتحمده وتصلي على نبيه صلوات الله وسلامه عليه، وهذا من أسباب الإجابة.
وأنت بهذا لا تطيل دعاءك وإنما تقصر الطريق على نفسك، فأنت عندما تبدأ بالتحميد والتمجيد لله فإن الله ﷿ يقبل عليك، وإذا بدأت بالصلاة على النبي ﷺ وهو ما يحبه الله ﷿ -فإنه تعالى يسرع بالصلاة عليك عشر مرات، فإذا سألت الله بعدها كنت جديرًا بالإجابة.
فالنبي ﷺ قال: (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه)، يعني: إذا صلى أحدكم ثم أراد أن يدعوا فيبدأ بتمجيد الله ﷿، فأنت وأنت في الصلاة وعند التشهد تبدأ بتمجيد الله ﷿ والثناء عليه سبحانه تعالى، ثم الثناء على النبي ﷺ، وفي النهاية تدعو الله ﷿ بما شئت فيستجيب الله ﷿ لك.
أما إن كنت في غير الصلاة فتبدأ دعاءك أيضًا بالحمد لله وتمجيده والثناء عليه ثم بعد ذلك تصلي على النبي صلوات الله وسلامه عليه، ثم تدعو بما شئت.
ولو نظرنا إلى حال البشر لوجدنا أن من عادة الملوك أنهم إذا جاء من يمدحهم فإنهم يكافئونه يصلونه بأموالهم نظير هذا المدح، فكيف بالخالق ﵎ -وله المثل الأعلى- الذي أمرنا أن نمجده وأن نثني عليه وأن نحمده ﷾.
2 / 2
فضل الصلاة على النبي والتحذير من التقصير في ذلك
وفي الحديث الثاني الذي قال فيه ﷺ: (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).
و(رغم) من الرغام وهو التراب، والمعنى: التصقت أنفه بالتراب، وفي هذا زجر للإنسان عن أن يسمع اسم النبي ﷺ ثم يأنف ويستكبر أو يتجاهل أن يصلي عليه.
وكثير من الناس لما يذكر النبي ﷺ لا يصلي عليه، وأحيانًا نقول النبي قال كذا، أو النبي عمل كذا، فإن من قال عندها: ﷺ هو المستفيد؛ لأن الله ﷿ هو الذي أمر بذلك فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب:٥٦] فالنبي ﷺ لا يحتاج إلى صلاتك؛ لأن الله وملائكته يصلون على النبي، فمن أراد لنفسه البركة والخير: فليصل على النبي كما قال الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:٥٦].
فالمؤمن كلما ذكر النبي ﷺ انشرح قلبه بالصلاة عليه ﷺ، فإذا جاء إنسان وقال: لماذا تطلب منا أن نصلي على النبي باستمرار، ويظهر الملل من ذلك، فهذا يندرج تحت قوله: (رغم أنف رجل ذكرت عنده) فهو يستحق الذل طالما أنه لم يوقر رسول الله ﷺ عند سماع اسمه.
2 / 3
الحث على فعل الطاعات واجتناب المعاصي
قال: (ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).
وهذا رمضان الآن لا زال ينسلخ منا شيئًا فشيئًا وتتسرب أيامه كما يتسرب الماء من بين الأصابع، فبالأمس دخل رمضان واليوم دخلنا في ليلة أربع وعشرين، وهي ليلة نزول القرآن، وكل ليلة من الليالي الباقية لها فضيلة من الفضائل، وقد تكون ليلة القدر من رمضان حين يوفى العامل فيها أجره على ما أسلف من عمل في هذا الشهر.
فلا تفرط في هذه الليالي الباقية، واحرص على ذكر الله ﷿ واحرص على الدعاء، والإلحاح على الله ﷾، فالله يحب من عبده أن يلح عليه بالدعاء.
وشهر رمضان هو شهر مليء بالمغفرة من الله ﷿، فأنت صائم وإذا جئت تفطر فإن الله يغفر لك، وقد يكون العبد من عتقاء الله ﷾ من النار، لأن له عتقاء في كل ليلة من ليالي هذا الشهر.
وأنت في هذا الشهر عندما تصلي الصلوات الخمس فربنا يغفر لك ما بين الصلاة إلى الصلاة، وبمجرد ما ينتهي رمضان ربنا يغفر لك بالصيام ما بين رمضان إلى رمضان، لصيام وقيام رمضان له فضل عظيم، وإدراك ليلة القدر وقيامها كم فيه من المغفرة والفضل الزائد.
ورغم كل هذه الفضائل فيأتي من الناس من يخرج من رمضان ولم يغفر له، فهذا إما أن يكون مرائيًا بعمله، وإما ما عمل أصلًا، وإما أن يكون كافرًا، فإنسان لم ينتهز مثل هذه الفرصة العظيمة يستحق دعاء رسول الله ﷺ عليه بقوله: (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).
2 / 4
بر الوالدين من أسباب دخول الجنة
أما الثالث فقال النبي ﷺ فيه: (رغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة)، فهذه منة وفضل عظيم جدًا من الله ﷿، وهي أن يجعل أبويك عندك وقد بلغا الكبر، فيحتاجون لك، وهنا تظهر أنت كرم الخلق ونبل الطبع وحسن العبادة لله ﷾، وحسن رد الجميل فهو كان صاحب جميل عليك حين كنت طفلًا صغيرًا لا تملك شيئًا ولا تقدر على شيء، فلا تأت بعد ذلك وتمل من الأبوين بعدما بلغا عندك الكبر.
والله ﷿ يأمرك في كتابه العزيز بالإحسان إليهما فيقول: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [البقرة:٨٣]، وهنا يدعو النبي ﷺ على من قصر وفرط وابتعد عن أبويه وعقهما بأن لا يدخل الجنة، فالأب كبير السن والأم كبيرة السن وهما كنز عند الابن، فعليه أن يستغل ذلك ويسعى في رضاهما طلبًا لرضا الله ﷾، ليكونا سببًا من أسباب دخوله الجنة.
2 / 5
أفضل الثناء على الله ما أثنى به على نفسه وما أثنى به عليه رسوله
قلنا: إنه من أدب الدعاء أن تبدأ بحمد الله ﵎، ومن أجمل ما تبدأ به ما ذكره الله ﷿ في كتابه من الآيات التي ذكر فيها الحمد والثناء على نفسه جل وعلا.
كقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة:٢] وقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام:١] وقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف:٤٣].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ﴾ [الإسراء:١١١].
وقوله ﷿: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا﴾ [الكهف:١].
وقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل:١٥].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل:٥٩].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [سبأ:١].
وقوله ﷿: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ﴾ [فاطر:١].
فذكر الله ﷿ بما حمد به نفسه في كتابه من أعظم ما يكون.
كذلك ما جاء عن النبي ﷺ في حمده ربه، وأنت مهما حاولت أن تثني على الله ﷾ من عند نفسك فلن تصل إلى مستوى الثناء الذي ذكره الله أو ذكره النبي ﷺ.
وكان رسول الله ﷺ يقوم في صلاة الليل ويحمد ربه فيقول: (اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن) وقيوم يعني: القائم بهن، فلا قيام للسماوات ولا للأرض إلا بقضاء الله وقدرته سبحانه، (ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق، والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد ﷺ حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت).
فهذا من أفضل الحمد لله ﵎.
وذكر في الحديث: (أن رجلًا عطس في الصلاة فحمد الله ﷾ وقال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، فلما انقضت الصلاة قال: النبي ﷺ أيكم قائل هذه المقالة في الصلاة؟ فخاف الرجل فكرر النبي سؤاله، فقال: أنا يا رسول الله! ولم أرد إلا الخير، فقال النبي ﷺ: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها).
فالحمد يجعل الله ﷾ يقبل على عبده، والملائكة تفرح بالكلمة وترفعها لربها سبحانه.
وأيضًا: كان النبي ﷺ يحمد الله ﷿ في صلاته فيقول: (ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد).
وهذا فيه تحقيق العبودية، فأحمدك يا ربي، لأنك ربي وإلهي، ولأنني عبد أحتاج أن أحمدك فتمن علي بكرمك وفضلك.
فأكثروا من الحمد فإن من صفات أفراد هذه الأمة أنهم هم الحمادون، أي: الذين يكثرون الحمد لله رب العالمين.
نسأل الله ﷿ أن يجعلنا من الحامدين لفضله ونعمه وكرمه سبحانه، والشاكرين نعمته والمصلين على نبيه صلوات الله وسلامه عليه.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
2 / 6
الدعوات الطيبات النافعات للذاكرين الله كثيرًا والذاكرات [١]
الدعاء له مكانته في حياة المسلم، فهو يربطه بخالقه مباشرة دون واسطة، وبه يستمد قوته من ربه، وثقته بخالقه.
فالإنسان ضعيف بتكوينه، وعاجز بطبيعته، ولكنه إذا ما استمد قوته من ربه واستعان به وانطرح على بابه، فإنه تعالى لا يخيب ظنه فيه، ولا يرده صفرًا ولذلك كان الدعاء هو العبادة، إذ إنه اعتراف من الإنسان بعجزه وتقصيره وضعفه، واعتراف منه بقدرة خالقه ﷾.
3 / 1
ذكر آيات وأحاديث الحمد
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذه أدعية قرآنية عظيمة، وأذكار نبوية كريمة، قد صحت عن النبي ﷺ، منقولة من كتب السنة المشهورة، والمقصود من هذا: أن يجد المسلم أمامه أحاديثًا متتالية ليدعو بها في الأوقات الفاضلة، كساعات السحر، وبعد العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، وليالي رمضان في القنوت وغيره، فهي أفضل ما يدعو المسلم به، ومع المداومة على الدعاء يحفظ إن شاء الله، فمنها قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة:١ - ٤].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام:١].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف:٤٣].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ﴾ [الإسراء:١١١].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًَا﴾ [الكهف:١].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل:١٥].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل:٥٩].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [سبأ:١].
وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فاطر:١].
وأما من السنة فقول النبي ﷺ: (اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد ﷺ حق، والساعة حق اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أو لا إله غيرك).
وقوله: (الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، مباركًا عليه كما يحب ربنا ويرضى، ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، وقوله: (اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لما هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما بعدت، ولا مبعد لما قربت.
اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك.
اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول.
اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف.
اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين.
اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك.
اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، يا إله الحق).
3 / 2
ذكر بعض الأدعية التي فيها الاستعاذة بالله ﷿
(اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد).
(اللهم إني أسألك بأنك إلهنا إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان الحنان، بديع السماوات والأرض، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) ﴿رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود:٤٧].
﴿رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ [المؤمنون:٩٧ - ٩٨].
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق:١ - ٥].
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:١ - ٦].
(أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق يطرق، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمان!).
(أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).
(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
(اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت).
(اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون).
(أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون).
(اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجره إلى مسلم).
(اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك).
(اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء).
(اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم والغرق والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا).
(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات).
(اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة).
(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر).
(اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها).
(اللهم إن أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها).
(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيىء الأسقام).
(اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال).
(اللهم اغسل عني خطاياي بالماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب).
(اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أُظلم).
(اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء).
(اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة).
(اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر).
(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال).
(اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك).
(اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي).
(اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل).
(اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب إسرافيل أعوذ بك من حر النار، ومن عذاب القبر).
(اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد ﷺ أعوذ بك من النار).
(اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشامتة الأعداء).
(اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، واستغفرك لما لا أعلم).
(اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أُضل، أو أزل أو أُزل، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي).
3 / 3
ذكر بعض الأدعية التي تقال عند الكرب والهم والحزن
(لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين).
(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم، اصرف عني شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته).
(لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، يا حي يا قيوم! برحمتك استغيث).
(اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيًّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي).
(اللهم رحمتك أرجو لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت).
(امسح البأس رب الناس في يدك الشفاء، لا يكشف الكرب إلا أنت).
3 / 4
ذكر بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة:٢ - ٧].
آمين.
﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة:١٢٧].
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة:٢٠١].
﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة:٢٥٠].
﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة:٢٨٦].
﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران:٨].
﴿رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران:١٦].
﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [آل عمران:٣٨].
﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران:٥٣].
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران:١٤٧].
﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران:١٩١ - ١٩٤].
﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف:٢٣].
﴿رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف:٤٧].
﴿عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾ [الأعراف:٨٩].
﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾ [الأعراف:١٢٦].
﴿حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة:١٢٩].
﴿عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس:٨٥] * ﴿وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [يونس:٨٦].
﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف:١٠١].
﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم:٤٠] * ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم:٤١].
﴿وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء:٢٤] ﴿رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾ [الإسراء:٨٠].
﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾ [الكهف:١٠].
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه:٢٥ - ٢٨].
﴿رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه:١١٤].
﴿رَبِّ أَنزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾ [المؤمنون:٢٩].
﴿رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [المؤمنون:٩٣ - ٩٤].
﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾ [الفرقان:٦٥ - ٦٦].
﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان:٧٤].
﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل:١٩].
﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾ [القصص:١٦].
﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص:٢٤].
﴿رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ﴾ [العنكبوت:٣٠].
﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [غافر:٧ - ٩].
﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان:١٢].
﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف:١٥].
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر:١٠] ﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الممتحنة:٤ - ٥].
﴿رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التحريم:٨].
﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا﴾ [نوح:٢٨].
3 / 5
ذكر بعض الأدعية من السنة
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
3 / 6