188

Lessons of Sheikh Abdul Karim Al-Khudair

دروس الشيخ عبد الكريم الخضير

اصناف

فليحذر المسلم أن يتكلم بكلامٍ غير موزون، بحيث لا يحسب له حساب؛ لأنه مؤاخذ بما ينطق به، أقول: بعضهم أساء إلى عمر، فقال: مثل هذه المقالة، شيخ الإسلام يرى أن البدعة في كلام عمر هي بدعة لغوية، وقلنا: أنها في الحقيقة ليست ببدعة لغوية فضلًا عن أن تكون شرعية، وليست بمجاز؛ لأنه لا مجاز في النصوص، أو لا مجاز مطلقًا، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشنقيطي، وجمع من أهل العلم، إذا قلنا: أنها ليست ببدعة لغوية، ولا بدعة شرعية، ولا مجاز، إذًا كيف نتصرف في هذا اللفظ الذي يوحي بأن هذه البدعة ممدوحة ومحمودة؟ نقول: إن إطلاق البدعة على هذه الصلاة التي سبقت شرعيتها من فعله ﵊ من باب المشاكلة، والمجانسة في التعبير، نحن نبسط هذا الكلام لأن فيه من يلبس على الناس، من يلبس على الناس يقول يا أخي عمر -رضي الله تعالى- الخليفة الراشد الذي أمرنا بالاقتداء به والائتساء به في صحيح البخاري يقول عن صلاة التراويح بدعة، ونعمت البدعة، إذًا نحن نبتدع مثلما ابتدع عمر نبتدع بدع محمودة، وبذلك لا نذم ولا نلام، نقول: تذم وتلام، هل أنت مثل عمر؟ هل عمر أراد البدعة التي جاء ذمها من قبل النبي ﵊؟ وقد زكّى النبي ﵊ عمر وشهد له بالجنة؟ شتّان، أنت من يزكيك؟ هل ثبتت تزكيتك بالنص؟ أبدًا، هذا ليس لغير من زكاه النبي ﵊، وهذا التعبير من عمر -رضي الله تعالى عنه-، ليس ببدعةٍ لغوية، ولا مجاز، وإنما هو من باب المشاكلة، المشاكلة والمجانسة في التعبير، كأن قائلًا قال: ابتدعت يا عمر، لا سيما من لم يدرك الصلاة مع النبي ﵊، ومنذ أن وجد وهو يصلي بمفرده صلاة التراويح، ثم عمر جمع الناس عليها بعد انقطاع الوحي، ولم يبلغه أن النبي ﷺ جمع، يقول مثل هذا الكلام، ابتدعت يا عمر، ثم يقول عمر -رضي الله تعالى عنه- بعد ذلك: نعمت البدعة، فكأنه قيل له: ابتدعت يا عمر فقال: نعمت البدعة، هذه مجانسة ومشاكلة بالتعبير، ولها أمثلة: ﴿وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا﴾ [(٤٠) سورة الشورى] هذا في القرآن، السيئة الأولى جناية لا شك

7 / 26