Lessons by Sheikh Muhammad Al-Mukhtar Al-Shanqiti
دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي
اصناف
حسن الاختيار لبعضهما
أول هذه الحقوق: أن يُحْسِن الأبُ وتُحْسِن الأمُّ الاختيار:- إن للولد عليكما -أيها الوالدان- حقًا عظيمًا: أن تختار -أيها الأب- أمَّه ذات الدين الكريمة الأمينة التي تخاف الله وتتقيه، وتعلم علم اليقين أن العبد ملاقيه.
أن تختار له أمًَّا كريمة، لا خَبَّةً ولا لئيمة؛ تختارها لا لجمالها، ولا لمالها، ولا لحسبها، ولا لنسبها؛ ولكن لطاعةِ اللهِ ربِّها.
أن تختار للولد تلك اليد الأمينة التي إن غِبْتَ عنها حفظتك، وإن نظرتَ إليها سرَّتك، وإن أمرتها أطاعتك.
أن تختار الصالحة المصلحة، الهادية المهدية، التي تسير على السيرة المرضية.
وأن تختاري -أيتها الأمُّ- لابنكِ ذلك الأبَ الكريم، فاختاريه دَيِّنًا، لا صعبًا ولا لينًا، واختاريه عبدًا مطيعًا مستجيبًا لله سميعًا، واختاريه على حب الله وغشيان مراضيه.
فإذا اختارت الأم بعلها، واختار الزوج زوجته، فإن الله سائلهما.
فأول حقوق الولد عليك -أيها الأب-: أن تحسن الاختيار لأمه، فكم من أم نشَّأت وربَّت وأصلحت لَمَّا أحسن البَعْل اختيارها! وكم من أم أفسدت وأشقت وأضلت حينما أساء الزوج اختيارها! فالله الله في اختيار الأزواج والزوجات.
إن اختيار الآباء والأمهات مسئولية عظيمة على الأزواج والزوجات؛ فليتق العبد بارئه، وليعلم أنه ملاقيه وسائله عن اختياره لزوجه وولده.
13 / 10