179

Lessons by Sheikh Ibrahim Al-Dweesh

دروس للشيخ إبراهيم الدويش

اصناف

الكلمة الرابعة: إنما يخشى الله من عباده العلماءُ
نقل القرطبي أن الربيع بن أنس قال: من لم يخش الله تعالى فليس بعالم.
وقال مجاهد: [إنما العالم من خشي الله ﷿] .
ونقل ابن كثير عن ابن مسعود أنه قال: [ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية] .
وقال ابن سعدي: فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية، وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته، كما قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة:٨] .
انتهى كلامه.
قالت امرأة للشعبي: أيها العالم! أفتني.
فقال: إنما العالم من خاف الله.
فيا طلاب العلم! ويا أيها المعلمون والمعلمات! كل علم لا يقود صاحبه إلى خشية الله يُخشى على صاحبه، فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن أصل العلم خشية الله تعالى.
ألم يأن للمعلمين والمعلمات أن تمتلئ قلوبهم هيبةً وخوفًا من الله؟! ألم يأن لطلاب العلم أن تنضبط ألسنتهم خشيةً وخوفًا من الله؟! ألم يأن لنا جميعًا أن يثمر العلم في القلب خشيةً وخشوعًا لله؟! فإن لم يثمر العلم خشيةً وخشوعًا لله، فإنا نعوذ بالله من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع.
فكلما كان طالب العلم أورع؛ كان علمه أنفع.
فيا طالب العلم! ويا أيها المعلم! ويا أيتها المعلمة! إصلاح النفس والخوف من الله، وقوة الصلة به من أهم الأمور التي ينبغي أن يقوم بها من أراد العلم تعلمًا وتعليمًا، فللنفس شهوات ورغبات إن لم تضبط بالتقوى ومراقبة الله فلن تذعن للخير؛ [فالعلم الخشية] كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

8 / 8