Legal Issues Where Prohibition Is Not Considered Forbidden - From the Book of Purity to the Chapter on Voluntary Prayer
المسائل الفقهية التي حمل النهي فيها على غير التحريم - من كتاب الطهارة إلى باب صلاة التطوع
اصناف
يمكن أن يُجاب عنه: بأن النبي ﷺ سماه أجرًا في حديث ابن عباس ﵄.
الدليل الثالث: حديث أبي محذورة ﵁ (^١) في قصة تعليم النبي ﷺ له الأذان واتخاذه مؤذنًا، قال: «خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ، فَكُنَّا في بَعْضِ طَرِيقِ حُنَيْنٍ (^٢)، مَقْفَلَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، مِنْ حُنَيْنٍ فَلَقِيَنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِالصَّلَاةِ، … ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ، فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ …» (^٣).
وجه الاستدلال: أن النبي ﷺ لما اتخذ أبا محذورة مؤذنًا أعطاه الصرة، فدل ذلك على جواز أخْذ الأجرة على الأذان (^٤).
نُوقش من وجهين (^٥): الأول: أن حديث أبي محذورة مُعارِض لحديث النهي، وإسلامه متقدم على إسلام عثمان بن أبي العاص الراوي لحديث النهي، فحديثه متأخِر والعبرة بالمتأخِر.
الثاني: أنها واقعة يتطرق إليها الاحتمال، فيُحتمل أن يكون أعطاه من باب التأليف؛ لحداثة عهده بالإسلام، ووقائع الأحوال إذا تطرَّق إليها الاحتمال سلبها
(^١) هو: أَبُو محذورة القرشي الجمحي، اختُلف في اسمه، فقيل: سمرة ابن مِعْيَر، وقيل: مِعْيَر بْن مُحَيْرِيز، وقيل: أَوْسُ بنُ مِعْيَرِ بنِ لَوْذَانَ بنِ رَبِيْعَةَ بن سعد بن جمح ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح، مؤذن رَسُول اللَّهِ ﷺ بمكة بعد الفتح، غلبت عليه كنيته، تُوفي سنة ٥٩ هـ. يُنظر: الاستيعاب (٤/ ١٧٥١)، أسد الغابة (٦/ ٢٧٣).
(^٢) حُنَيْن -بضم الحاء المهملة وفتح النون- على لفظ تصغير الترخيم: وادٍ من أودية مكة المكرمة، يسيل من السراة، ثم ينحدر غربًا، فيمر بين جبل كِنشيل الشهير عن يمينه وجبلي لَبَن عن يساره، ويُعرف اليوم بوادي الشّرائِع، ولا يُعرف حُنَين، والطريق إلى الطائف تأخذ على الشرائع قابلة وادي حُنَين، ثم تأخذ وادي يَدْعَان، يسارًا، وحُنَين هو الموضع الذي جرت فيه الوقعة الشهيرة بين رسول الله ﷺ وبين هَوَازن ومَن ناصرهم في عام الفتح، وكانت من الوقعات الفاصلة، ومن الوقعات التي ذكرها الله في القرآن. يُنظر: مراصد الاطلاع (١/ ٤٣٢)، معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: ٨٧).
(^٣) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب كيف الأذان (١/ ٣٧٦) برقم: (٥٠٣)، والترمذي، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الترجيع في الأذان (١/ ٣٦٧) برقم: (١٩٢)، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب المساجد، كم الأذان من كلمة (٢/ ٢٣٣) برقم: (١٦٠٨) واللفظ له (مختصرا)، وابن ماجه، أبواب الأذان والسنة فيها، باب الترجيع في الأذان (١/ ٤٥٤) برقم: (٧٠٨)، وأحمد، (٢٤/ ٩٧) برقم: (١٥٣٨٠)، صححه ابن حبان (٤/ ٥٧٤) برقم: (١٦٨٠)، قال البوصيري في (مصباح الزجاجة) (١/ ٨٩): «إسناد صحيح رجاله ثقات».
(^٤) يُنظر: نيل الأوطار (٢/ ٧٠).
(^٥) يُنظر: حاشية السيوطي على سنن النسائي (٢/ ٧).
1 / 235