Lectures on Christianity
محاضرات في النصرانية
ناشر
دار الفكر العربي
ایڈیشن نمبر
الثالثة ١٣٨١ هـ
اشاعت کا سال
١٩٦٦ م
پبلشر کا مقام
القاهرة
اصناف
كانت بين المسيح وهذا المجمع، بل إن تلك العناية جعلتنا نخترق حجب الظلام التاريخي لنصل إلى ضوء نعشو إليه لنعرف حقيقة دعوة المسيح في عصر الاستخفاء أو عصر الاضطهاد، ولقد ساعدنا على الاستفادة بذلك الضوء موازنات تصدينا لها وازنا فيها بين المسيحية الحاضرة وفلسفة الرومان واليونان في تلك الفترة، وما حاولنا أن نفرض ما استنبطنا على القارئ أو نسبقه إلى الاستنباط، بل القينا إليه بالمقدمات، وتركنا له استخراج نتائجها، ليشاركنا فيما وصلنا إليه باقتناعه، ولكيلا نملأ عقله، وهو خال، فينقص تقديره للدليل ويضعف وزنه للبرهان.
ولقد كانت عنايتنا متجهة إلى بيان العقيدة، فجلينا أدوراها، وبينا ما قام حولها من مناقشات وخلافات. وبينا كل فرقة ومنبعثها، والمجمع الذي انبعثت من بعده. وما أحصينا فوقهم عدا، ولا فصلنا آراء كل فرقة تفصيلا، بل عنينا بالفرق الكبرى، وعنينا بتفصيل العقيدة دون سواها.
وعلم الله أني لبست رداء الباحث المنصف ونظرت بالنظر غير المتحيز، وتخليت عن كل شيء سواه، لأصل إلى الحق وصول المجتهد الحر، لا المقلد التابع المأسور بسابق فكره، والمأخوذ بسابق اعتقاده، ولكني انتهيت كما ابتدأت، مؤمنًا بالله الواحد الأحد، الذي ليس له والد ولا ولد.
وإني لأهدي كتابي هذا إلى كل مسيحي طالب للحقيقة يسير في مسالكها لا أبغي به غلبًا في جدال، ولا سبقًا في نزال، ولكن أبغي به الحق المجرد ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾
محمد أبو زهرة
1 / 9