Leaders of the Conquest of Andalusia
قادة فتح الأندلس
ناشر
مؤسسة علوم القرآن
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
پبلشر کا مقام
منار للنشر والتوزيع
اصناف
وكان يواجه مملكتي ليون وقشتالة، وكانت عاصمته أوّل الأمر مدينة سالم، ثم أصبحت العاصمة مدينة طُلَيْطُلَة.
ج - الثغر الأدنى:
ويشمل المنطقة الواقعة بين نهري دُويره وتَاجُهْ، ومن مدن هذا الثغر: قُوْرِيَة وقُلُمْرِيَّة وشَنْتَرِيْن ومارِدَة (١).
وقد كان رباط الثّغر أيام فتح الأندلس، يشمل أربونة وما حولها، باعتبارها أقصى ولاية في الأندلس المسلمة، مما يلي أرض الفرنج. فلما سقطت أربونة بيد النّصارى، ارتدّ ثغر الأندلس إلى ما وراء جبال البرنية، فأصبح الثغر يُطلق على ولاية سرقسطة وما جاورها حتى برشلونة والبحر شرقًا، وهذا هو: الثغر الأعلى، ويشمل المدن المحصّنة التي ذكرناها قبل قليل، وكان يقابل: أراغون من ولايات إسبانيا النصرانية الحديثة. كما سميت طليطلة وأعمالها بالثغر الأوسط، لمجاورتها لمملكة ليون (جِلِّيْقِيَّة) النصرانية (٢).
وهكذا، كلّما تقدم المسلمون في فتوحهم، تقدّمت ثغورهم لتكون بتماس مباشر بالعدو الغازي، دفاعًا عن البلاد المفتوحة وسكّانها المسلمين. وكلما انحسر مدّ الفتوح وخسر المسلمون ثغورهم الأماميّة المتقدِّمة، تراجعت ثغورهم، فأصبحت المدن التي لم تكن ثغورًا بعد انحسار مدّ الفتوح ثغورًا جديدة، لتكون أيضًا بتماس مباشر بالعدو الغازي، حتى جاءت أيام خسر فيها المسلمون الأندلس، وأصبحت مدن السّاحل الإفريقي المواجهة للأندلس النصرانية، ثغورًا جديدة للدفاع عن المغرب وإفريقيّة.
وقد اهتم ولاة الأندلس وخلفاؤها بتحصين المدن وإنشاء القلاع وإقامة
(١) المقتبس (٦٨ و٢١٨) ودولة الإسلام (١/ ٢٢٨ و٣٣٥) وجغرافية الأندلس وأوروبا (٩٤ - ٩٥) و Levi - Provençal، Histoire de L'Espagne Musulmane، I،P. ٢٠٩، ١١١،PP.٥٥-٥٨ (٢) دولة الإسلام (١/ ٢٢٨).
1 / 86