دوسری رات بارہ: یا جو آپ چاہیں!
الليلة الثانية عشرة: أو ما شئت!
اصناف
وازداد الهم لديها فذوت! وعراها الحزن بلون أخضر أو أصفر،
وغدت تجلس ذاهلة العين كتمثال الصبر المشهور
الباسم للأحزان. أفما كانت تلك العاطفة غراما حقا؟ (2 / 4 / 110-166)
ولكن فيولا توحي بجانب آخر من أسطورة نرجس، وهو الذي يرتبط بقضية الهوية، وهي قضية أوسع انتشارا من حب الذات. ووجود التوءمين من الأساليب المستخدمة في التراث الإنساني لإثارة هذه القضية، ونحن نعي وجودها عندما تقول فيولا:
ناداني باسم أخي وأخي يحيا في ذاتي،
كالصورة تحيا صادقة في مرآتي. (3 / 4 / 389-390)
وفكرة التوءمة قديمة في الآداب الكلاسيكية، وفيما يبنيه علم التنجيم أو علم الفلك القديم من «أنساق» خاصة بالكون، مثل نجمي الجوزاء، وفيما يزخر به التراث من قصص ومسرحيات رومانسية. ونحن ندرك دلالة التوائم عندما يشتركون في الجنس، في الحياة وفي الأدب جميعا، وقد سبق لشيكسبير استخدام هذه الفكرة في مسرحيته «كوميديا الأخطاء»؛ إذ زاد من تعقيد مشكلة الهوية (التي استقاها من مسرحية بلاوتوس بعنوان «الأخوان منايخموس» (
Menaechmi ) بأن أتى بتوءمين يواجهان توءمين آخرين. وأما وجود توءمين من جنسين مختلفين فهو موضوع ناقشته الباحثة كارولين هايلبرن في كتاب مستقل، وتقدم فيه تحليلا شاملا لتواتر هذه الظاهرة في الأساطير والأدب، بادئة بتذكيرنا أن شيكسبير نفسه رزق بتوءم هما هامنيت وجوديث، وتقول إن وفاة هامنيت في عام 1596م قد تفسر الإحساس العميق بالفقدان الذي تعبر عنه فيولا في المشهد الثاني من الفصل الأول:
Carolyn Heilbrun, Towards a Recognition of Androgyny, 1973, pp. 34-41.
والتماثل الكامل بين توءمين من جنسين مختلفين محال، بطبيعة الحال، من الزاوية البيولوجية، ولكن افتراض عالم الرومانس في هذه المسرحية يقتضي افتراض التماثل الكامل، لما تتيحه الفكرة من إمكانات مثيرة. ونحن نعرف أن بارنابي ريتش يؤكد هذا التطابق قائلا إن الناس لم تكن تستطيع التفريق بينهما إلا استنادا إلى ملابسهما وسلوكهما، وهو ما يدفعنا إلى مشاركة النقد النسوي في التساؤل عن حقيقة التمييز بين الجنسين استنادا إلى الدور الاجتماعي لكل منهما. وهذه قضية طريفة في ذاتها، وتستغلها المسرحية في تأكيد دلالة اختلاط الهوية استنادا إلى «الدور الاجتماعي» فقط؛ ولهذا تقول فيولا:
نامعلوم صفحہ