انتتر قائما وهو يهتف: ماذا؟!
فقال ببرود: لا تشعرني باحتقارك، لا حق لك في ذلك، كلنا من صلب آدم، ولم يفرق بيننا فيما مضى إلا المال، ولا فرق اليوم بيننا.
فكظم حسن غيظه دفعا لسوء العاقبة، وقال متملصا من حرجه: ولكن لا بد من موافقتها كما تعلم.
فقال وهو يرمقه بنظرة ذات معنى: ستوافق من أجل إنقاذ رأس أخيها المحبوب.
فقال وهو يتنهد بعمق: طلبك يخلو من الشهامة.
فقال بيقين: الحب لا يؤمن إلا بالحب.
ساد صمت، فغاصا معا في حر اليوم المتصاعد، حتى قال حسن: فلنؤجل ذلك إلى حين.
فقال بقوة: موعدنا العصر. - العصر! - عصر اليوم للعقد ولنؤجل الزفاف.
قام منحنيا له تحية، وذهب وهو يشعر بجمرات الحقد المتطايرة من نظراته تحرق ظهره.
14
نامعلوم صفحہ