فتساءلت شهرزاد: أيكون وغدا من رجال القصر؟ - كلا .. كلا .. ما وقعت عليه عيناي من قبل. - أي عقل يقبل قصتك؟ - هذا ما أحدث به نفسي، إنها قصة شبيهة بقصصك العجيبة. - قصصي مستوحاة من عالم آخر يا دنيازاد.
فقالت متنهدة: لقد وقعت أسيرة صدق عالمك الخفي، ولكني لا أريد أن أكون ضحيته.
فقالت شهرزاد بأسى: سأعرف الحقيقة عاجلا أو آجلا، ولكني أخشى أن تدهمنا الفضيحة قبل ذلك! - هو ما يقتلني خوفا وغما. - إن عرف السلطان حكايتك استيقظت من جديد شكوكه، وارتد إلى سوء ظنه بجنسنا، وربما أرسل بي إلى الجلاد ورجع إلى سيرته الأولى.
فهتفت دنيازاد: معاذ الله أن يصيبك سوء من ورائي.
وتفكرت شهرزاد مليا، ثم قالت: فلنحفظ قصتك سرا، ولن يدري بها السلطان ولا أبي .. سأدبر ما ينبغي فعله مع أمي، ولكن يجب أن تعودي إلى دارنا بحجة الحنين إلى أهلك.
فتمتمت دنيازاد: ما أتعس حظي!
7
دعا نور الدين أمه كليلة الدمر، فجاءت عجوز متحركة الشفتين بتلاوة غير مسموعة، يحمل وجهها النحيل آثار جمال قديم .. أجلسها إلى جانبه على كنبة خراسانية، وسألها: هل زارنا غريب وأنا نائم؟
فقالت بدهشة: ما طرقنا طارق. - ألم يصدر عن حجرتي صوت؟ - أبدا، إني أنام ولا تنام حواسي، وأخفت الأصوات يوقظني، لماذا تطرح أسئلة غريبة؟
فقال بعد تردد وحياء: لعله حلم، ولكنه ليس كالأحلام. - ماذا رأيت يا بني؟ - رأيتني في حضرة فتاة جميلة!
نامعلوم صفحہ