قهقه القادم بحبور، تلقى بين ذراعيه رفيقه القديم فتعانقا بحرارة .. وسرعان ما تلاقت الأيدي في مصافحة صادقة، ثم مضى إلى موضع خال جنب المعلم سحلول ساحبا معه صديقه وهذا يقاوم في حياء هامسا: هذا مكان السادة!
فقال السندباد: أنت وكيل أعمالي منذ الساعة!
وسأله شملول الأحدب: كم عاما مضت في غيابك يا سندباد؟
فقال بحيرة: الحق أنني نسيت الزمن!
فقال عجر الحلاق: كأنها عشرة قرون!
فقال الطبيب عبد القادر المهيني: رأيت عوالم وعوالم، ماذا رأيت يا سندباد؟
فنعم الرجل بالاهتمام كثيرا، ثم قال: لدي ما يسر ويفيد، وكل شيء بأوانه .. صبركم حتى أستقر.
فقال عجر: نحدثك نحن عما وقع لنا! - ماذا فعل الله بكم؟
فأجابه حسن العطار: مات كثيرون فشبعوا موتا، وولد كثيرون لا يشبعون من الحياة. هبط من الأعالي قوم وارتفع من القعر قوم، أثرى أناس بعد جوع، وتسول آخرون بعد عز، وفد على مدينتنا عدد من أخيار الجن وأشرارهم، وآخر أخبارنا أن ولي حكم حينا معروف الإسكافي.
فهتف السندباد: حسبت الأعاجيب قاصرة على رحلاتي، الآن يحق لي العجب.
نامعلوم صفحہ