فصرخ الحاكم: بل إنه فضيحة ستزعزع أركان الثقة.
وانطلق المخبرون في كل مكان كالجراد .. وجيء بأكرمان زوجة فاضل وحسنية أخته وأم السعد والدته، ولكن التحقيق معهن لم يسفر عن شيء، وقالت أكرمان وهي تبكي: زوجي أشرف الرجال، ولا أصدق عنه كلمة سوء واحدة!
11
أدرك فاضل صنعان أنه أصبح في عداد الأموات .. لا حياة له بعد اليوم إلا تحت الطاقية كروح ملعونة هائمة في الظلام .. روح ملعونة، لا حركة لها إلا في مجال العبث أو الشر، محرومة من التوبة أو فعل الخير، صار شيطانا رجيما، تأوه من الحزن فتجسد أمامه صاحب الطاقية متسائلا: لعلك في حاجة إلي؟
فحدجه بنظرة محنقة، فقال له ملاطفا: لا حد لسلطانك ولن يعوزك شيء.
فهتف: إنه العدم.
فقال ساخرا: اسحق الأفكار القديمة وانتبه إلى حظك الكبير! - الوحدة .. الوحدة .. والظلام .. ضاعت الزوجة والأخت والأم، وضاع الأصحاب.
فقال بهدوء: أصغ إلى نصيحة مجرب، بوسعك أن تتسلى كل يوم بحدث يزلزل البشر.
12
واجتاحت الحي حوادث غامضة فأنستهم القضية والمجرم الهارب .. يدفع وجيه من فوق بغلته فيقع على الأرض .. يصيب حجر رأس سامي شكري كاتم السر فيشجه وهو بين حراسه .. تختفي جواهر ثمينة من دار الحاكم .. تشتعل النار في وكالة الأخشاب .. ينتشر العبث بالنساء في الأسواق .. يركب الرعب الخاصة والعامة .. يندفع فاضل صنعان في طريقه الوعر مخمورا باليأس والجنون.
نامعلوم صفحہ