فأجاب بقوة: لكل شيخ طريقة، أما أنا فلا أقبل إلا العاملين.
فقال علاء الدين: سوف أجيء بقلبي وقدمي.
فقال: لا تجئ إلا إذا دفعتك رغبة لا تقاوم!
10
أقبل على فاضل صنعان في ملتقى السبيل شخصا جديدا .. توجس فاضل ريبة فهمس بنفاد صبر: حتى متى تتركني في مقام الأمل؟
فقال علاء الدين: إني في مقام الحيرة. - اهتديت إلى دار الشيخ؟ - أجل، كيف عرفت ذلك؟ - أعرف أثره.
ثم مستدركا: وقد طفت به طويلا! - أنت؟! - نعم. - إنه شيخ طاهر.
فحنى رأسه مسلما، وهو يقول: هو ذلك وأكثر. - لعل الصبر خانك فانقطعت؟ - تلقيت على يديه تربية لا تزول آثارها، ولكني آثرت البقاء على الفناء. - لا أفهم يا صديقي. - اصبر، الفهم لا يتيسر إلا مع الزمن، أود أن أراك من جنود الله لا من دراويشه! - حقا إني لفي حيرة.
فقال فاضل: المنطلق من الإيمان دائما وأبدا، الطريق واحد في الأول ثم ينقسم بلا مفر إلى اتجاهين .. أحدهما يؤدي إلى الحب والفناء، والآخر إلى الجهاد. أما أهل الفناء فيخلصون أنفسهم، وأما أهل الجهاد فيخلصون العباد.
وغرق علاء الدين في تفكير عميق نسي به الوقت.
نامعلوم صفحہ