أراد أن يوحي إليه بأن وراء السور امرأة، فضحك سحلول وتساءل متهكما: ألا يوجد في هذه المدينة رجل فاضل؟!
4
استعبده الخوف .. لم يعرف من قبل المآزق الخطيرة .. لاح له النطع كمصير مظلم .. صلى الفجر بجسده، أما عقله فاستأثرت به الوساوس .. سوف تكتشف الجثة .. يشهد سحلول برؤيته وهو يثب من فوق سور المدفن .. وهو الحمال المرشح لحمل الصندوق .. فإما الهروب وإما الاعتراف بالحقيقة قبل أن تكتشف .. وهو مرتبط بالأهل والأرض .. ليس كقرينه السندباد الغائب في البحر .. وهو أيضا ممن يعطف عليهم المعين بن ساوي كبير الشرطة .. فليقصده وليعترف بين يديه بكل شيء.
5
عقب الصلاة عزم على لقاء المعين بن ساوي، ولكنه رآه مسرعا فوق بغلته وبين حرسه .. تبعه على الأثر فوجده ماضيا نحو دار الزيني ينتظر منصرفه. وكان سليمان كبير الشرطة ثائرا، وكانت داره تعاني اضطرابا شاملا .. لقي الحاكم كبير الشرطة ساخطا وقال له بغضب: ما هذا الذي جرى في دار الإمارة؟ هل رجعنا إلى أيام الفوضى؟
فوجم المعين وسأل عما جرى، فقال الحاكم: جاريتي قوت القلوب لا أثر لها، كأن الأرض ابتلعتها.
فذهل المعين وتساءل: متى حدث ذلك؟ - رأيتها أمس، والآن لا وجود لها. - ماذا قال أهل الدار؟ - يتساءلون مثلي وقد ركبهم الخوف.
تفكر المعين قليلا، ثم قال: لعلها هربت!
فاحتقن وجه سليمان الزيني بدم أسود، وصاح: كانت أسعد الجواري، عليك بالعثور عليها.
نطق بها بثورة وعيد واضحة.
نامعلوم صفحہ