12
عند منتصف الليل فقد صبره، فطار مستخفيا إلى الدار الحمراء .. مثل بين يديها مستسلما وهو يقول لنفسه: «إنها القدر الذي لا ينفع معه حذر ولا ينتفع لديه بمثال» .. تجاهلت حاله وقالت بأسى: لم يبق لدي ما تصادره يا كبير الشرطة.
فقال بذل: لقد قمت بواجبي، ولكن ثمة جانبا للرحمة.
ورمى عند قدميها بدرة مكتنزة .. ابتسمت بعذوبة، وتمتمت: يا لك من رجل شهم!
ركع على ركبتيه في خشوع، أحاط ساقيها بذراعيه، ثم سجد لاثما قدميها.
13
تصاعدت أنات شكوى من مستحقي بيت المال، وتهامس كتاب البيت بأن المال لا يصرف في وجوهه الشرعية كما أمر الزيني .. وبلغت الأنباء الحاكم فبث العيون وشدد المراقبة .. وكلف كاتم سره الفضل بن خاقان وحاجبه المعين بن ساوي بالتحقيق السري .. وقرر أخيرا استدعاء كبير الشرطة بيومي الأرمل، وقذف في وجهه بالبيانات الصادقة .. بدا الرجل مستسلما وغير مبال، فعجب لشأنه، وسأله: أرى فيك شخصا آخر لم أعهده من قبل؟
فقال الرجل بأسى: تقوض البناء القديم يا مولاي. - ما تصورت أن تغتال أموال المسلمين.
فقال بالنبرة نفسها: اغتاله المجنون الذي حل في.
وحوكم بيومي الأرمل فضرب عنقه .. حل محله المعين بن ساوي .. صودرت أموال أنيس الجليس مرة أخرى .. ولزم حارس بابها ليمنع أي رجل من الدخول.
نامعلوم صفحہ