طبقات کبریٰ للشعرانی
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
ناشر
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
اشاعت کا سال
1315 هـ
يحتمل من علمه ما لا يحتمل ممن أبويه؟ فقال: لأن أبويه سبب حياته الفانية، ومؤدبه سبب حياته الباقية، وتصديق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " اغد عالما أو متعلما ولا تكن فيما بين ذلك فتهلك " وكان رضي الله عنه يقول: المحن ثلاثة تطهير، وتكفير، وتذكير فالتذكير من الكبائر، والتكفير من الصغائر، والتذكير لأهل الصفاء، وكان رضي الله عنه يقول: همة الصالحين الطاعة بلا معصية، وهمة العلماء المزيد في الصواب، وهمة العارفين إعظام الله تعالى في قلوبهم، وهمة أهل الشوق سرعة الموت، وهمة المقربين سكون القلب إلى الله تعالى.
ومنهم مظفر القرميسيني
رضي الله تعالى عنه
من كبار مشايخ الجبل، وأجلتهم، ومن الفقراء الصادقين صحب عبد الله الخراز، ومن فوقه من المشايخ، وكان واحدا في طريقته، وكان رضي الله عنه يقول: الصوم على ثلاثة أوجه صوم الروح بقصر الأمل، وصوم العقل بخلاف الهوى، وصوم النفس بالإمساك عن الطعام، والشراب، والمحارم، وكان رضي الله عنه يقول: من صحب الأحداث على شرائط السلامة، والنصيحة أداه ذلك إلى البلاء فكيف من يصحبهم على غير شروط السلامة، وكان رضي الله عنه يقول: أخس الفقراء قيمة من يقبل رفق النسوان على أي حال كان.
قلت: وذلك لأن الله تعالى يقول: " الرجال قوامون على النساء " " النساء: 34 " ومن رضي لنفسه بقيام المرأة عليه لا يفلح أبدا مع أن قبول الرفق يميل قلب الفقير إلى المرأة زيادة على ميل الوازع الطبيعي فيتلف الفقير بالكلية، والله أعلم وكان يقول: خير الأرزاق ما فتح الله به من وجه حلال من غير طلب، ولا سعي، وكان يقول: ليس لك من عمرك إلا نفس واحد إن لم تفنه بمالك فلا تفنيه بما عليك وكان رضي الله عنه يقول: من تأدب بآداب الشرع تأدب به متبوعه، ومن تهاون بالآداب هلك، وأهلك، ومن لم يأخذ الآداب عن حكيم لا يتأدب به مريد، وكان رضي الله عنه يقول: الفقير هو الذي لا يكون له إلى الله حاجة.
قلت: معناه أنه يكتفي بعلم الله بحاجته، وأنه أشفق عليه من نفسه فلا يحوجه إلى سؤاله لأنه لا يستغني عن مولاه طرفة عين كما قال تعالى: " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله " " فاطر: 15 " رضي الله عنه.
ومنهم أبو الحسين علي بن هند القرشي الفارسي
رضي الله تعالى عنه
من كبار مشايخ الفرس، وعلمائهم صحب جعفرا الحداد، وعمرو بن عثمان المكي ومن فوقه، له الأحوال العالية، والمقامات الزكية كان رضي الله عنه يقول: شرط المتمسك بكتاب الله وسنة رسوله أن لا يخفي عليه شيء من أمر دينه، ودنياه على ممر أوقاته على المشاهدة والكشف لا على الغفلة، والظن، وأن يأخذ الأشياء من معدنها، ويضعها في معدنها، وكان رضي الله عنه يقول: استرح مع الله، ولا تسترح عن الله فإن من استراح مع الله نجا، ومن استراح عن الله هلك فالاستراحة مع الله تروح القلب بذكره، والاستراحة عن الله مداومة الغفلة، وكان رضي الله عنه يقول: من أكرمه الله تعالى بحرمة الأكابر أوقع حرمته في قلوب الخلق ومن حرم ذلك نزع الله حرمته من قلوب الخلق فلا تراه إلا ممقوتا، وإن حسنت أخلاقه، وصلحت أحواله لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من تعظيم جلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم " رضي الله عنه.
ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان القرميسيني
رحمه الله تعالى
كان شيخ الجبل في وقته له المقامات في الورع، والتقوى يعجز عنها أكثر الخلق صحب أبا عبد الله المغربي، وإبراهيم الخواص، وكان شديدا على المدعين متمسكا بالكتاب، والسنة ملازما لطريقة المشايخ، والأئمة حتى قال فيه عبد الله بن منازل: إبراهيم بن شيبان حجة الله على الفقراء، وأهل الأدب والمعاملات، وكان رضي الله عنه يقول: من أراد أن يتعطل ويبطل فيلزم الرخص، وكان يقول: ما قطع الفقراء عن الطريق، وأهلكهم إلا ميلهم إلى ما عليه أبناء الدنيا، وكان يقول: علم البقاء، والفناء يدور على الإخلاص للوحدانية وصحة العبودية، وما كان غيرها فهو المغاليط، والزندقة، وكان يقول: سفلة الناس، من يخطر العطاء على قلبه على وجه المنة به، وكان رضي الله عنه يقول: من ترك حرمة المشايخ ابتلى بالدعاوى الكاذبة فافتضح بها، وكان يقول: من تكلم في الإخلاص، ولم يطالب نفسه بذلك ابتلاه الله تعالى بهتك ستره عند أقرانه وإخوانه.
ومنهم أبو بكر الحسين بن علي بن بزدانيار
رحمه الله تعالى آمين
من أهل أرمينية له طريقة في التصوف يختص بها، وكان ينكر على بعض المشايخ بالعراق أقاويلهم، وكان عالما بعلوم الظاهر، والمعارف، والمعاملات، وكان علي بن إبراهيم الأرموي يقول: سمعت ابن بزدانيار يقول: تراني تكلمت في الصوفية بما تكلمت به إنكارا على
صفحہ 97