92

...إلى قوله: وقال: ((والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران /85 وأهله، حتى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا)).

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود؛ فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم فاطمة، ثم علي، ثم قال: (({إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } [الأحزاب:33])) انتهى كلامه.

فانظرإلى كلامه هنا في أهل الكساء وروايته لما في آية التطهير؛ ولما وصل إلى موضع أخبار الكساء في تفسير آية التطهير: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } [الأحزاب:33]..الآية نسي أو تناسى مانقله، ونقلته جميع الطوائف، وعلمه الموافق والمخالف، فأتى بعبارة تفيد خلاف ذلك، فقال: وفي هذا دليل بين على أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته.

وكلامه هذا يحتمل معنيين:

أحدهما: أن الآية نازلة في النساء على الخصوص، وقد حمل كلامه عليه بعضهم؛ وذلك مخالف لصريح المعلوم، من أخبار الكساء، ورد لما علم بإقراره وإجماع الخصوم.

والثاني: أنها نازلة في أهل البيت، وأنه يتناولهن على سبيل العموم، وذلك باطل؛ لمخالفة المعلوم أيضا، من الأدلة الناطقة بالحصر والقصر على العترة المطهرة، كما سبق؛ ولو لم يكن من ذلك إلا رد أم سلمة - رضي الله عنها -؛ فيالله العجب! كيف يصنع الهوى بأهله؟! فهذه مهواة زلت فيها قدمه، ولم ينفعه علمه وفهمه؛ وأجمل مايحمل عليه الرجوع عن التفسير هذا بما صرح في آل عمران؛ لأن مافي /86

صفحہ 86