لوامع الأنوار
لوامع الأنوار
اصناف
وهذا جرح حفاظ أهل الخلاف، فأي شبهة تبقى لذي لب وإنصاف، /128 وبمثل هذا تعلم صحة أن بين صحاحهم والصحة مراحل، إن لم تكن من ذوي الزيغ والانحراف.
ونعود إلى تمام الكلام في سد الأبواب، وإلى الله تعالى المرجع والمآب.
قال أيده الله : وأما روايته -أي الطبري- بسنده إلى بعض آل أبي سعيد بن المعلا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يومئذ في كلامه هذا: ((فإني لو كنت متخذا من العباد خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا؛ ولكن صحبة وإخاء إيمان إلخ)) فالبعض مجهول والظاهر إرساله.
ومع أنه يعارض حديث البخاري عن ابن عباس من قوله: ((ولكن خلة الإسلام أفضل))، ولعل الراوي لما لاح له أنه لامعنى لتفضيل خلة الإسلام، على خلة الله سبحانه، في حديث البخاري، ولا وجه يصحح ذلك، عدل عنها إلى أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((ولكن صحبة وإخاء إيمان))، مع أن هذه الصفة قد شارك أبا بكر فيها بقية الصحابة؛ وأين يقع ممن هو أخوه في الدنيا والآخرة، ومنه، وعديل نفسه، بل نظيره؟
ومن رواية أبي بكر: منزلة علي منه صلى الله عليه وآله وسلم كمنزلته صلى الله عليه وآله وسلم من ربه.
أخرجه ابن السمان عن أبي بكر، وابن المغازلي عن جابر بن عبدالله.
إلى قوله: نعم، في رجال سند الطبري أحمد بن عبد الرحمن؛ قال ابن عدي: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه.
إلى قوله: وقال ابن يونس لا تقوم به حجة.
انتهى المراد من التخريج.
[تمام مقامات حديث المنزلة]
العاشر:
حال ولادة الحسنين (ع).
قال جبريل (ع)، للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((يامحمد، العلي الأعلى يقرئك السلام، ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى، ولانبي بعدك، فسم ابنك هذا يعني الحسن السبط باسم ابن هارون)) الخبر.
ومثله في الحسين (ع)، إلا أنه لما وضعه في حجره بكى وقال: ((تقتله الفئة الباغية من بعدي، لاأنالهم الله شفاعتي)).
أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا بسند آبائه، عن علي بن الحسين سيد العابدين (ع)، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها .
صفحہ 129