لوامع الأنوار
لوامع الأنوار
اصناف
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين (ع)؛ فقالوا: يا رسول الله، مايبصر.
قال: ((ائتوني به)).
فتفل في عينيه وقال: ((اللهم اكفه الحر، والبرد))، فما ضره بعد ذلك حر ولا برد، ولا ألم العيون؛ وأعطاه الراية، فنهض معه المسلمون، ولقي أهل خيبر، وخرج مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب .... شاكي السلاح بطل مجرب
الأبيات.
فأجابه الوصي (ع):
أنا الذي سمتني أمي حيدرة .... كليث غابات شديد قسورة
الأبيات.
وضربه ضربة سمع أهل العسكر صوت ضربته، وما تتام الناس حتى فتح لأولهم واقتلع الباب وحمله، حتى صعد المسلمون عليه، وما حمله بعد ذلك دون أربعين؛ قال ابن أبي الحديد:
ياحامل الباب الذي عن رده .... عجزت أكف أربعون وأربع
وقال في أخرى:
وما أنس لا أنس الذين تقدما .... وفرهما والفر - قد علما - حوب
عذرتكما إن الحمام لمبغض .... وإن بقاء النفس للنفس محبوب
ويكره طعم الموت والموت طالب .... فكيف يلذ الموت والموت مطلوب
قلت: وقد وردت الرواية بأخذ عمر للراية أولا، وأبي بكر ثانيا، ثم عمر ثالثا.
قال الإمام الحجة، عبدالله بن حمزة (ع)، جوابا على صاحب الخارقة مالفظه: لأن قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لأعطين الراية غدا)) تعريف بأنه أحق وأولى، ولو كان أولا وفتح الله على يديه لظن الناس أن غيره لو كان أعطيها لفتح الله عليه؛ فقدمهما صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ليعرف تباين الأحوال؛ وتمييز موارد الرجال.
*وبضدها تتبين الأشياء *
ثم وصف ذلك /108 الرجل بأنه: ((يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله)).
صفحہ 108