حاكم يقطع الخلاف، مؤد إلى الإنصاف والانتصاف، وبه حفظ الأعمال، ونظام الأموال، وقوام أمور الملوك والتجار، وثبات قوانين البلاد والأمصار.
قيل: فالعروض؟ قال: ميزان الشعر. وعيار النظم، ورائض الطبع، وسائس الفهم، وبه يعرف الصحيح من المريض، وفلك عليه مدار القريض.
قيل: فالتعبير؟ قال: علم نبوي، وسفير إلهي، وإشارة سماوية، وعبارة غيبية، وبشير ونذير يخبر عن الأشياء الغائبة والحاضرة، وينبىء عن أمور الدنيا والآخرة.
قيل: فالخط ؟ قال: لسان اليد، ولهجة الضمير، ووحي الفكر، وناقل الخبر، وحافظ الأثر، وعمدة الدين والدنيا، ولقاح اللفظ والمعنى.
قال مؤلف الكتاب: فهذا آخر ما حكي عن الجاحظ في مدح العلوم. وهذا ما أحاضر به في مدح العلم والعلماء. عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«العلماء ورثة الأنبياء» . ويقال: العلم خير من المال، لأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والملوك حكام الناس، والعلماء حكام على الملوك. وقال بعض العلماء: ليس شيء أعز من العلم. وقال بعض العلماء: إنا لم نطلب العلم لنحيط به كله، إذ لا سبيل إلى ذلك، ولكن لنستكثر من الصواب ونستقل من الخطأ. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم
صفحہ 47