لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
72

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

تحقیق کنندہ

ياسين محمد السواس

ناشر

دار ابن كثير

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

1420 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

تصوف
ولواحِقِها من سننِها الرَّواتبِ، فإنَّ الرَّواتِبَ قبلَ الفرائض وبعدَها أفضلُ من قيام الليل عند جمهور العلماءِ؛ لالتحاقِها بالفرائض. وإنما خالَفَ في ذلك بعضُ الشافعية. فكذلك الصِّيامُ قبلَ رمضانَ وبعدَه ملتحِقٌ برمضانَ، وصيامُه أفضَلُ من صيام الأشهر الحُرُمِ، وأفضَلُ التطوُّعِ المطلَقِ بالصِّيام صيامُ المحرَّمِ. وقد اختلف العلماءُ في أي الأشهر الحُرُمِ أفضلُ، فقال الحَسَنُ وغيرُهُ: أفضلُها شهرُ اللهِ المحرَّمِ، ورجَّحَهُ طائفةٌ من المتأخرين. وروى وَهْبُ بن جَرِيْر، عن قُرَّةَ بن خالد، عن الحَسَن، قال: إن الله افتتح السَّنَةَ بشهر حَرام، وختمَها بشهر حَرام. فليس شهرٌ في السَّنةِ بعدَ شهرِ رمضانَ أعظم عند الله من المحرَّم، وكان يُسمى "شهرَ اللهِ الأصمَّ"؛ من شدَّة تحريمه. وقد روي عنه مرفوعًا ومرسلًا (^١)، قال آدم بن أبي إياس: حدثنا أبو هلال الراسبيّ، عن الحَسَن، قال: قال رسول الله ﷺ: "أفضَلُ الصَّلاةِ بعدَ المكتوبةِ الصَّلاةُ في جَوْفِ الليل الأوسَطِ، وأفضَلُ الشهور بعدَ شهرِ رمضانَ المحرَّمُ، وهو شهرُ الله الأصَمُّ". وخرَّج النسائي من حديث أبي ذَرٍّ، قال: سألتُ النَّبيَّ ﷺ: أيُّ الليل خيرٌ، وأي الأشهر أفضَلُ؟ فقال: "خيرُ الليل جَوْفُهُ، وأفضلُ الأشهرِ شهرُ الله الذي تدعونه المحرَّم". وإطلاقُه في هذا الحديث "أفضل الأشهر" محمولٌ على ما بعدَ رمضان، كما في رواية الحسن المرسلة. وقال سعيد بن جبير وغيرُه: أفضلُ الأشهرِ الحُرُمِ ذو القَعْدَة (^٢)، أو ذو الحِجَّةِ. بل قد قيل: إنه أفضلُ الأشهرِ مطلقًا، وسنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. وزعم بعضُ الشافعية أن أفضل الأشهرِ الحُرُمِ رَجَبٌ، وهو قولٌ مَردودٌ. وأفضلُ شهر الله المحرَّمِ عشرُهُ الأوَّلُ. وقد زعم يَمَانُ بن رِئاب (^٣) أنه العَشْرُ الذي أقسَمَ الله به

(^١) في ع، ش: "مرسلًا" بلا واو. (^٢) قوله: "ذو القعدة أو "ساقط في آ، ش، ع، وهو في المطبوع وفي هامش نسخة (ب). (^٣) يمان بن رئاب، خراساني. قال الدارقطني: ضعيف، من الخوارج. (ميزان الاعتدال ٤/ ٤٦٠).

1 / 79