لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
تحقیق کنندہ
ياسين محمد السواس
ناشر
دار ابن كثير
ایڈیشن نمبر
الخامسة
اشاعت کا سال
1420 ہجری
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
تصوف
لثماني عشرَةَ. وقيل: لثمانٍ بقينَ منه. وقيل: إنَّ هذين القولين غيرُ صحيحين عَمَّن حُكِيا عَنْه بالكُلِّيَّةِ، والمشهورُ الذي عليه الجُمهورُ أنَّهُ وُلِدَ يومَ الاثنين ثاني عشرَ رَبيع الأوَّل، وهو قولُ ابن إسحاقَ (^١) وغيرِه.
وأمَّا عامُ ولادتِهِ ﷺ فالأكثَرُونَ على أنَّه عامُ الفِيلِ؛ ومِمَّن قال ذلك قيسُ بنُ مَخْرَمَةَ، وَقُبَاثُ بن أَشْيَم، وابنُ عبَّاسٍ، ورُوي عنه أنَّه وُلِدَ يومَ الفيلِ، وقيل: إنَّ هذه الرواية وهمٌ، إنَّما الصحيحُ عنه أنَّه قال: عام الفيل (^٢). ومِنَ العلماءِ مَن حَكَى الاتفاقَ على ذلك وقال: كلُّ قولٍ يخالِفُه وَهْمٌ. والمشهورُ أنَّه ﷺ وُلِدَ بعدَ الفيل بخمسينَ يومًا.
وقيل: بعدَه بخمسٍ وخمسينَ يومًا. وقيل: بشهر. وقيل: بأربعينَ يومًا. وقد قيل: إنَّهُ وُلِدَ بعدَ الفِيلِ بعشرِ سنينَ. وقيل: بثلاثٍ وعشرين سنة. وقيل: بأربعينَ سنة. وقيل: قبلَ الفيلِ بخمسَ عشرةَ سنةً. وهذه الأقوالُ وَهْمٌ عندَ جُمهورِ العُلماء ومنها ما لا يَصحُّ عَمَّنْ حُكِيَ عنه.
قال إبراهيمُ بن المُنْذِر الحِزَاميُّ (^٣): الذي لا يَشُكُّ فيه أحدُ مِن علمائنا أنَّه ﷺ وُلِدَ عامَ الفيلِ. وقال خليفةُ بنُ خَيَّاطٍ: هذا هو المُجمَعُ عليه (^٤). وكانت قصَّةُ الفيلِ توطِئةً لنبوَّتهِ وتقدِمَةً لِظُهورِهِ وبِعْثَتِهِ ﷺ. وقد قصَّ الله تعالى ذلك في كتابه فقال: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ (^٥).
فقوله: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ استفهامُ تقريرٍ لِمَنْ سَمِعَ
(^١) في "السيرة" بتهذيب ابن هشام ١/ ١٥٨. أقول: ولا يصح، وأصح الأقوال فيه أنه اليوم التاسع، وللعلَّامة محمود باشا الفلكي المصري رسالة في هذا، بتحقيق رياضي لا يتخلف. (ع). (^٢) وهو ما جزم به ابن إسحاق، انظر: "السيرة النبوية" ١/ ١٥٨، وقد ذكر هذه الرواية أبو نعيم في "دلائل النبوة" ١/ ١٧٩ عن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جده؛ وذكرها ابن سعد في "الطبقات" ١/ ١٠١ بإسناد آخر موقوف على قيس بن مخرمة. (^٣) في آ: "الخزامي"، وهو تصحيف. والحِزامي بكسر الحاء نسبة إلى جده الأعلى حزام بن خويلد، صدوق. مات سنة ٢٣٦ هـ (التقريب). (^٤) عند خليفة في "تاريخه" ص (٥٣) بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري: "والمجتمع عليه عام الفيل". (^٥) سورة الفيل، الآيات (١ - ٥).
1 / 185