160

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

تحقیق کنندہ

ياسين محمد السواس

ناشر

دار ابن كثير

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

1420 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

تصوف
والفائدة الثانية: التنبيهُ على أن المبعوثَ فيهم (^١) - وهم الأمِّيُّون خُصوصًا أهل مكَّةَ - يَعرِفُون نَسَبَهُ، وشرَفَهُ، وصِدْقَهُ، وأمَانَتَهُ، وعِفَّتَهُ، وأنَّه نَشَأ بينَهُمْ معروفًا بذلك كُلِّه، وأنَّه لم يكذِبْ قَطُّ؛ فكيفَ كانَ يَدَعُ الكَذِبَ على النَّاسِ ثم يَفْترِي الكَذِبَ على الله ﷿، وهذا (^٢) هو الباطِلُ، ولذلك سَأَلَ هِرقْلُ (^٣) عن هذه الأوصافِ، واستدلَّ بها على صدقِهِ فيما ادَّعاهُ من النُّبوَّةِ والرِّسالةِ. وقوله: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾، يعني يتلُو عليهم ما أنزَلَ (^٤) الله عليه من آياتِهِ المتلُوَّةِ، وهو القرآنُ، وهو أعظَمُ الكُتبِ السَّماوِيَّةِ، وقد تضمَّنَ من العلوم (^٥) والحِكَم، والمواعِظِ، والقَصَصِ، والترغيب والترهيب (^٦)، وذكرِ أخبارِ مَنْ سَبقَ، وأخبارِ ما يأتي مِن البَعْثِ والنُّشور والجنَّةِ والنَّارِ، ما لمَ يشتمِلْ عليه كتابٌ غيرُهُ، حَتَّى قالَ بعض العلماءِ: لو أن هذا الكتابَ وُجِدَ مكتوبًا في مُصْحَفٍ (^٧) في فلاةٍ من الأرضِ، ولم يُعْلَمْ مَنْ وَضَعَهُ هناك، لشهِدَتِ العُقُولُ السَّلِيمةُ أنَّه منزَلٌ مِن عندِ اللهِ، وأنَّ البَشَرَ لا قدرَةَ لهم على تأليفِ ذلك، فكيف إذا (^٨) جاءَ على يدَيْ أَصْدَقِ الخلْقِ وأبَرِّهِمْ وأتْقاهُم، وقال: إنَّه كلامُ اللهِ، وتحدَّى الخَلْقَ كلَّهم أن يأتوا بسُورةٍ (^٩) من (^١٠) مثلِهِ، فعَجَزُوا. فكيف يَبْقى مع هذا شكٌّ فيه؟ ولهذا قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ (^١١). وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ (^١٢). فلو لم يَكُنْ لِمحمَّدٍ ﷺ مِنَ المُعجِزاتِ الدَّالَّةِ على صدقِهِ غَيْرُ هذا الكتابِ [لكفَاهُ] (^١٣)، فكيفَ

(^١) في ب، ش، ط: "منهم". (^٢) في ب، ع، ش: "هذا"، وفي ط: "فهذا". (^٣) من حديث طويل أخرجه الشيخان والترمذي، وانظر رواياته وتخريجه في "جامع الأصول" ١١/ ٢٦٥ - ٢٧١، و"إعلام السائلين" ص ٦٧ - ٨٠. (^٤) في ب، ط، ش: "ما أنزله". (^٥) في آ: "العلم". (^٦) في آ: "الرغب والرهب". (^٧) المُصْحَفُ: مجموعٌ من الصُّحف في مجلد، وغلب استعماله في القرآن الكريم، وجمعه مصاحف. (^٨) في آ: "إذ". (^٩) وذلك في قوله تعالى [البقرة: ٢٣]: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. وقوله تعالى [يونس: ٣٨]: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. (^١٠) لفظة: "من" لم تر في ب، ش، ط. (^١١) سورة البقرة، الآية ٢. (^١٢) سورة العنكبوت، الآية ٥١. (^١٣) زيادة من ب، ش، ع، ط.

1 / 167