جاء منه بالحجة الواضحة، والأدلة البينة الناصحة، حتى استقامت أمته على الطريق، وأخذ قسطه من الهداية كل فريق، ودمغ الحق الباطل فأزهقه، وأذهب الإيمان شيع الكفر وفرقه - صلاة دائمة متصلة إلى يوم الدين. وعلى آله وأهل بيته الطاهرين. وبعد؛
فإنه لما كان كتاب الله تعالى ذي العرش المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. أولى من اشتغل بتلاوته وأشربت القلوب سائغ حلاوته، ونزهت الأبصار في محكم حروفه وبديع طلاوته، وكان مما يعين على إقامة رسومه ومقتضى منصوصه ومفهومه معرفة الآثار الواردة عن النبي المصطفى المختار، وعن أصحابه الكرام الأبرار فيما خص به المجتهد من تلاوته من الصواب. ووعد على مدارسته من عظيم الأجر وجزيل الثواب الذي من سمعه أناب إلى الطاعة، ولبى داعي الله تعالى بمبلغ الاستطاعة -استعنت بالله عز وجل- على جميع ما روي من ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن أصحابه الذين كانوا خير أمة أخرجت للأنام
صفحہ 6