الصدق؟ كيف تراودني أنا هذه الكلمة؟ أو كيف تراودها هي؟ وهل يمكن لعينين أن تجمعا بين الصدق والكذب في وقت واحد؟
هل أصدقها؟ كأنما هي تحبني. يا للمرأة الغريرة!
كانت تريد أن تخدعني فأحبتني.
ولكن هل يمكن لي أن أصدق نظراتها؟ لا، إنها تكذب! يا للممثلة القديرة! إن في عينيها كذبا كبيرا! وهل توجد امرأة تعرف الحب؟
كم كنت أود أن تصدق، تصدق لحظة واحدة، أريد أن أشعر بحب حقيقي، أريد أن أكون شريفا، إن في أعماقي طاقات كبيرة من الشرف، والحب، والصدق، ولكن لمن أعطيها؟ لمن؟ من ذا الذي يستحق؟
أنا! أنا أفكر في العطاء؟! أنا أفكر في الحب، والشرف، والصدق؟!
هل أنا؟ هل أنا أتغير؟ أتغير؟! كيف؟ متى؟ لماذا؟ آه! لقد تعبت ... تعبت من الكذب، من الخداع، من النفاق، من الكراهية. إني لأحن إلى الصدق، إلى الحب!
إنها تحبني، نعم تحبني؛ أرى في عينيها الصدق. الآن ... هذه اللحظة إنها تقترب مني، اقتربت، ولامست يدها يدي. شيء ما عنيف يدفعني نحوها، لكن شيئا آخر أكثر عنفا ينزع يدي من يدها. - لا، لن يحدث شيء. إني ذاهب! - لا تذهب؛ سأعطيك كل شيء! - لا أريد منك شيئا. - ولكنك كنت تريد. - كنت. - أنت كذاب. - نعم، أنا كذاب.
ونزعت نفسي من بين ذراعيها الدافئتين وجريت إلى الباب، يجب أن أهرب هذه اللحظة قبل أن تذوب إرادتي، يجب أن أهرب قبل أن أمسها.
وفتحت الباب وخرجت، وسرت في الشارع البارد.
نامعلوم صفحہ