لحن الحرية والصمت
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
اصناف
كان من الطبيعي أن يؤثر شعر «برشت» الملتزم على المواهب الشابة، أصبحت القصيدة عنده دعوة سياسية تهم الرأي العام، سلاحا للكفاح في سبيل العدل والتقدم والسلام، أداة للفعل والثورة والتغيير، واستقبل الناس في الشرق والغرب نموذجه المستفز المتحدي بالغضب أو الترحيب، وتلقف الشباب منه الكرة فساروا في موكبه، وإن تحرر معظمهم من «أيديولوجيته»، وجددوا مصطلحه ومقصده إلى حد كبير، ولكنه ظل في نظرهم قدوة رفيعة للفعل والكفاح، نذكر من بين الذين تأثروا به فولفجانج فايراوخ (ولد سنة 1907م) الذي سبقت الإشارة إليه، وهو شاعر وكاتب تمثيليات إذاعية، اتسم كل إنتاجه بالالتزام الواعي والنقد العنيف للعصر، والنظر للقصيدة كسكين تقطع وتحسم وتغير!
8
تلمس هذا في كل مجموعاته الشعرية ابتداء من «رحمة الحظ» (1946م) و«قبرة وصقر» (1948م)، و«نهاية وبداية» (1949م) إلى «مكتوب على الحائط» (1950م )، و«غناء لكي لا نموت» (1956م)،
9
ولنذكر له على سبيل المثال إحدى قصائده التي تعبر عن تيار القصيدة الملتزمة، وعنوان القصيدة هو «شكوى»:
لأني أشعر بالخوف، أريد يا سادة هذه الأرض،
أن أقدم إليكم هذه الشكوى:
أنا رجل صغير، وأنا غبي ،
لهذا أرجوكم، آه، ألا تسيئوا بي الظن،
لأني أسألكم، ماذا تفعلون بنا؟
نامعلوم صفحہ