وخلوا قريشا والأمور وبايعوا .......... لمن بايعوه ترشدوا وتصيبوا وقال عويم بن ساعدة في ذلك من أبيات:
وما لي رحم في قريش قريبة .......... ولا دارها داري ولا أصلها أصلي
ولكنهم قوم علينا أئمة ........ أدين ما أنفذت قدمي نعلي
قال ابن إسحاق: وقدم عمرو بن العاص من عمان فقال: والله لقد دفع الله عنا من الأنصار عظيمة، والله لئن كانوا سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأئمة من قريش" ثم ادعوها، لقد هلكوا وأهلكوا، ثم أنشد في ذلك شعرا، فأجابه عنه النعمان بن عجلان، وكان شاعر الأنصار، فأتى عمرا في جماعة من قريش فقال: لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش"، وقال: "لو سلك الناس واديا - وفي رواية: "شعبا" -، وسلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار".
قال ابن إسحاق: فأقبل ضرار بن الخطاب فقال: يا معشر قريش إن الله لم يفرق بين الأنصار والمهاجرين في الدنيا، ولا يفرق بينهم في الآخرة، فوالله لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الأئمة قريش" لقلنا: الأئمة من الأنصار، ولكن جاء أمر غلب الرأي والهوى.
قال: فلم يرد أحد علليهم شيئا.
فرجع إلى منزله فقال في ذلك شعرا .... فيها من إقامتهم الدين، وحكمهم بالعدل، وما يشير إلى نزع الأمر منهم إن خالفوا ذلك.
صفحہ 89