وقد وصف الأستاذ جروهمان في الكتاب الإسلامي
The Islamic Book
الذي ألفه مع السير توماس أرنولد
Sir Tomas Arnold
بعض قطع من جلود كتب محفوظة بالمكتبة الأهلية في مدينة فينا، وأتى بصورها مع رسوم جديدة لما يظن أنها كانت عليه في حالتها الأولى.
وبعض هذه الجلود يمثل الصناعة القبطية في أوائل العصر العربي، وبعضها يرجع إلى القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، ويمكننا أن نرى فيه ما كان لصناعة التجليد القبطية من تأثير بالغ في نشأة هذه الصناعة عند المسلمين.
60
والواقع أن المسلمين عامة مدينون للمسيحيين بمعرفة المصحف (أي: ما جمع من الصحف بين دفتي كتاب مشدود)، كما قال الجاحظ نفسه.
61
فلا ريب أن النصارى في الشام والجزيرة وبلاد العرب الجنوبية، كان لديهم من الكتب الدينية المجلدة ما أتيح لبعض العرب رؤيته، والإعجاب بالجلود التي كانت تحفظ ما فيها حق الحفظ، ومن الطبيعي أن يفكر المسلمون في اتباع الطريقة نفسها، وفي جمع صحف القرآن بين لوحين لحفظها، ثم في استخدام الغلف من الخشب قبل أن يتاح لهم تعلم صناعة الجلود عن القبط وإتقانها؛ لتأخذ عنهم مدينة البندقية بعد ذلك كثيرا من أساليبها، وتنشرها في سائر أنحاء القارة الأوروبية.
نامعلوم صفحہ